تغييرات

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بداية صفحة عن التخطيطي العمراني أثناء الجوائح
الأوبئة والجوائح لها عامل كبير في التأثير على السياسات العمرانية وتغير المدن. ولكن لم تكن تلك التغيرات بمفصل عن الصراعات السياسية والأمنية. فتخطيط القاهرة الحداثي تأثر مع تواجد الحملة الفرنسية في المدينة أثناء جائحة الطاعون؛ وبعدها أثناء حكم محمد علي وتأسيس [[خط التنظيم|مجلس تنظيم المحروسة]]. كما أثرت جائحة الكوليرا على تغير معالم باريس. فبعدها تم وضع سياسات ومشاريع لتطوير المدينة (المعروف بمخطط هاوسمان) أثناء حكم نابوليون الثالث وتم تسويقه شعبيا ضمن خطاب الصحة العامة؛ بالتوازي مع تأثير حركة كميونة باريس ورغبة الجيش الفرنسي في إعادة السيطرة على شوارع المدينة. ومن مخطط باريس هاوسمان إلى القاهرة الخديوية ونظارة الأشغال العامة والعمل مع مجلس القوارنطينة.


==القاهرة والطاعون 1798 - 1801==
بعد إخماد الثورة الفرنسية من قِبَل الجيش الفرنسي، تحالف نابليون بونابرت مع الطبقة البورجوازية في باريس لإعادة السيطرة على المدينة. بعدها بدأ تأسيس دولة فرنسية حديثة وقامت الإمبراطورية الجديدة بشن حملات في مدن مختلفة ومنها مدن الشرق الأوسط لنشر الفكر والثقافة الحديثة؛ أو كما وصفه البعض بتصدير الأزمة خارج المدينة. دخل الجيش الفرنسي مدينة الأسكندرية ثم واصل توغله حتى دخل القاهرة سنة 1798.

كانت المدينة وقتها تعاني من مشاكل اقتصادية نتيجة لسوء توزيع المحاصيل والموارد ويعاني سكانها صحيا أثر الإصابات بوباء الطاعون. فقد قتل الطاعون أكثر من 5% من سكان المدينة. يُرَجِح أن الجرذان كانت السبب الرئيسي في إنتشار الوباء في المدينة وخاصة حول مجاريها المائية؛ إن نسبة الوفيات من السكان تعتبر قليلة مقارنة بمدن أخرى وقتها وذلك يرجع للإنخفاض النسبي في الكثافة السكانية للقاهرة. <ref>[https://royalsocietypublishing.org/doi/10.1098/rsif.2017.0160 Model-based analysis of an outbreak of bubonic plague in Cairo in 1801]</ref>

في تلك الأثناء، كانت التدخلات العمرانية مِن قِبَل الحملة لها غرضين رئيسيين وهم: السيطرة العسكرية على المدينة وأنحائها وتحجيم إنتشار الطاعون. قامت الحملة بتجفيف بعض البرك والقنوات داخل المدينة حيث كانت تُرمى بها الجثث وتلوث المياه. وكانت أول مشاريعهم هي تجفيف بركة الأزبكية وبركة الفيل وبداية تدشين مشاريع لإستعدال بعض شوارع المدينة. تضمنت تلك المشاريع على شق طريق (شارع محمد علي) لربط القلعة بحدود المدينة عند بركة الأزبكية؛ فيربط الطريق مركز الحكم العسكري بمقر الحملة في منزل الألفي المملوكي المطل على البركة. ومشروع آخر لربط الأزبكية بمدينة بولاق؛ وذلك بعد أن قامت الحملة بالسيطرة عليها بعد إجهاض محاولة استقلالها.

خلال تواجد الحملة بدأ تأسيس نظام حصر الوفيات والمواليد لتقفي أثر إنتشار الوباء. كما قاموا بفهرسة المناطق ووصفها ورسم الخرائط.


==باريس والكوليرا==

قائمة التصفح