ميازما

من ق.م.ع
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

(أيضا: نظرية ميازمية) هي نظرية تُفسِّر إنتشار الأوبئة من خلال الميازما المنبثقة من تعفن المواد العضوية[1]. فسرت النظرية إنتشار أوبئة مثل الكوليرا والطاعون عن طريق إستنشاق الهواء الفاسد وأثرت الظاهرة على التخطيط العمراني للمدن. شمل تأثيرها على تخطيط المدن بتوسعة الشوارع للمساعدة على وجود تهوية أفضل؛ وتطوير نظم الصرف الصحي بتغطيتها لمنع خروج الهواء الملوث؛ وتطوير نظم الجمع والتخلص من النفايات. تم إستخدام النظرية لتبرير مشاريع تطوير وتجديد أثناء تفشي بعض الأوبئة في مدن مثل باريس ولندن والقاهرة. طعن جون سنو في النظرية في منتصف القرن التاسع عشر وطور النظرية الجرثومية بإستخدام تقنيات خرائطية وتحليل لبيانات تفشي الوباء جغرافيا؛ ليثبت أن الكوليرا أنتشرت عن طريق مصدر للمياة الملوثة بالجرثومة وليس عن طريق إنتقال الهواء. (بالإنجليزية: Miasma Theory)

تاريخها

بدأت نظرية الميازما في العصور الوسطى واستمرت لقرون عديدة حتى منتصف القرن التاسع عشر؛ بلور عالم التشريح الإيطالي جوڤاني ماريا لانسيسي النظرية في كتابه من النفايات السامة للنفايات السائلة (De noxiis paludum effluviss) المنشور في 1717. استُخدمت نظرية الميازما لشرح أمراض عدة مثل الملاريا والسل. أقتنع العديد من الأطباء القادة في المجال أن الميازما هي سبب وباء الكوليرا في القرن التاسع عشر. في 1852 أشار ويليام فارر في تقريره السنوي عن الإحصاءات الحيوية أن العلاقة العكسية لوفيات الكوليرا مع الارتفاع فوق مستوى سطح البحر أثبتت أن نظرية الميازما هي المسبب لذلك.[2]

خلال فترة الطاعون سنة 1665 ارتدى الأطباء أقنعة برائحة الزهور لحجب الميازما السامة، وتم تعقيم بعض المباني والذي تطلب إزالة السمادالبشري من الأماكن العامة وتصريف المستنقعات للتخلص من الروائح الكريهة. إلا أن مقاربة الميازما كانت فعالة في حالة وجدت روائح سيئة وكان يتم إهمال التعقيم خلال الشتاء. ظلت نظرية الميازما شائعة خلال القرن التاسع عشر ونتج عنها نظرية "الهواء السيء" والتي ظلت قائمة خلال ستينيات وسبعينيات القرن التاسع عشر. أدى منطق الميازما إلى منع العديد من الأطباء من تبني ممارسات جديدة مثل غسل أيديهم خلال تعاملهم مع المرضى لإيمانهم أن العناصر القاتلة تنتقل عبر الهواء ولا تستقر في أظافر الأطباء.

بالرغم من إثبات عدم دقة نظرية الميازما إلا أنها مثلت إدارك للعلاقة بين الأمراض والوساخة وشجعت على ممارسات النظافة ومهدت الطريق لإصلاحات ممارسات الصحة العامة. كما أنها دفعت العلماء الاهتمام بالمواد المتحللة والتي أدت في النهاية إلى تحديد الميكروبات كعوامل للأمراض المعدية.[3]

مصادر