حركة مناهضة الطرق السريعة

من ق.م.ع
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

في ستينيات و سبعينيات القرن العشرين نشأت في الدول المتقدّمة حركات احتجاجية عديدة مناهضة لإنشاءات الطرق السريعة التي كانت يدفع بها جبهة الطرق السريعة (The Highway lobby). عدد معتبر من مشروعات الطرق تلك ألغيت أو تقلّصت نتيجة المعارضة الشعبية، بخاصة من قِبَل الذين كانت مناطقهم السكنية ستتأثّر سلبا أو ستُزال كليّة لإنشاء الطرق، و كذلك للأضرار البيئية للطرق السريعة

و فيما يلي استعراض لبعض مظاهر حركة مناهضة الطرق السريعة من أنحاء العالم:

أستراليا

بالرغم من أنّ حركة مناهضة الطرق السريعة في أستراليا لم يكن لها زخم التي كانت في أمريكا الشمالية إلا أنّ مظاهرات صغيرة مناهضة لإنشاء الطرق قد وقعت في سِدني و ملبورن و كان كثير منها يعارض فرض رسوم على استعمال الطرق.

ملبورن

السكان ومتظاهرين آخرون في ولاية فيكتوريا بأستراليا في موكب "ألكساندريا بارايد Alexandria Parade" وهم يحاصرون جرافة أثناء العمل على طريق إف19 السريع.

اندلعت مظاهرات معارضة لخطة ملبورن للنقل لسنة 1969 كان أغلب المشاركين فيها من سكّان المناطق الداخلية في المدينة التي كانت ستتأثّر.

و في سنة 1974 احتجّ 150 من السكان على خطة إنشاء الطريق F-19 المارّ عبر ضاحية كُلِنْجوُود (Collingwood)، بوضع أجسادهم أمام معدّات الإنشاءات بغرض منعها و تعطيل الإنشاءات[1]. و في سنة 1978 احتشد المتظاهرون للدفاع عن جاردِنَرزكريك (Gardiners Creek) و هو جدول في ضاحية كُويُنْج (Kooyong) كان في مسار الطريق السريع الجنوبي الشرقي (South Eastern Freeway). و في سنة 1984 احتشد أكثر من 100 متظاهر ضد توسيع طريق بُنت (Punt Road) بغرض تحويله إلى طريق هُدِل السريع (Hoddle Highway).

كثير من مشروعات الطرق التي لم تُنَفّذ ألغيت بتغيّر الحكومة، لكنّ بعض المشروعات أعيد إحياؤها لاحقًا. سنة 1994 تأسّست منظّمة جامعة اسمها التحالف ضد توسيع الطريق السريعة (Coalition against Freeway Expansion (CAFE))، و في السنة التالية قُبِض على 14 من نشطائها أثناء احتجاجهم على توسيع الطريق السريع الشرقي (Estern Freeway) الذي كان سيؤدي إلى إزالة جزء من طريق Alexandra Parade. معاملة الشرطة العنيفة للمتظاهرين كانت محلّ انتقادات و أدّت في النهاية إلى حلِّ المجموعة. في سنة 2008 وقعت واحدة من أكبر المظاهرات في كٍنْزِنْجتُن (Kensington) و هي إحدى المناطق التي كانت ستتأثّر بوصلة الطريق الغربي-شرقي، و قد لقيت دعمًا كبيرًا بسبب تعارضها مع تقرير Eddington Transport Report.

سِدني

تضمّنت حركة معارضة الطرق السريعة في سدني إضرابات خضراء واسعة النطاق في عقد 1970 عطّلت مشروعات إنشاء طرق سريعة كانت ستُدمِّر منطقة The Rocks التاريخية و حدائق The Domain.

سنة 1989 احتشد مئتا متظاهر ضد مشروع طريق جنوبي شمالي برسوم. و في سنة 1991 احتشد 150 متظاهر مناهضين للطرق السريعة أمام مبنى البرلمان، و سنة 1995 تظاهر أكثر من 400 شخص ضد طريق M2 التلّي (M2 Hills Motorway).

هوبَرت

تظاهر السكان الأصليون في تِسمانيا ضد إنشاء ممر برَيتُن (Brighton Bypass) لأنهم رأوا أن الإنشاءات ستُدمِّر تراثهم.

كندا

هالِفاكس

في هالِفاكس عاصمة مقاطعة نوفاسكوتيا في عقد 1970 أُوقِفَ إنشاء طريق مرتفع ساحلي اسمه Harbour Drive بعد معارضة السكان هدم عديد من المباني التاريخية، و لم يتبقَّ من المشروع اليوم غير تقاطع كُجزوِل (Cogswell Interchange) و هو هيكل خرساني ضخم يُعدُّ مانعًا بين أقسام المدينة[2]، و من المخطط إزالته[3].

مُنتريال

هُدمت مناطق عديدة لإفساح مجال لإنشاءات الطرق السريعة في ستينيات و سبعينيات القرن العشرين. في ذلك الزمان تمكّنت الحركة الحفاظية (preservation) التاريخية التي ضمّت أشخاصًا مثل ساندي فان جِنْكِل (Sandy van Ginkel) و فيليس لامْبِرت (Phyllis Lambert) من منع مشروع كان يهدف لتسيير طريق Ville-Marie على امتداد الواجهة البحرية للميناء القديمة، و هو ما كان سيؤدّي إلى هدم أغلب منطقة مُنتريال القديمة التي كانت غير محبوبة في تلك الفترة، كما كان سيعزّل المدينة عن النهر[4]. و مع أنّ العديد من المنازل القديمة هُدِمت لإفساح المجال للقسم الغربي من الطريق إلا أنّ القسم الشرقي أعيد تصميمه كَنَفَقٍ يدور حول الطرف الجنوبي لمركز المدينة و طريق سريع غاطس بامتداد طرف المدينة القديم الداخل في اليابسة. منذ ذلك الحين أجريت تعديلات كثيرة على وسط مُنتريال القديم فصارت منطقة سكنية و تجارية محبوبة، كما إنّها المنطقة السياحية الأبرز. قسم من الطريق السريع الغائر قد سُقِف و كذلك القسم إلى الشمال من مبنى بهو مدينة مُنتريال سيُسقَف[5].

بعض مشروعات الطرق الكبيرة من العصر الذهبي للسيارات الخاصة أزيلت بناء على المطالب الشعبية. أحد أكبرها كان تقاطع كبير بين Avenue du Parc و Avenue des Pins كان يعيق حركة المشاة عند أحد المداخل الرئيسية لحديثة Mount Royal Park. فأزيل الهيكل المرتفع في أوائل عقد 2000 و استبدل بتقاطع تقليدي على مستوى الشارع. مشروع آخر قيد الإنشاء يستبدِلُ طريق Bonaventure السريع بطريق حضري في حيّ جرِفِنْتَوْن Griffintown.

تورونتو

شهدت مدينة تورونتو أثناء خمسينيات القرن العشرين موجة التوسع الحضري التي شهدتها مدن الولايات المتحدة الأمريكية. فنمت الضواحي بمحاذاة الطرق السريعة القائمة موسِّعة المدينة شرقًا و غربًا، ثمَّ شمالًا بامتداد الطرق الإقليمية الفائقة. تلك الطرق كانت تنتهي عند أطراف المدن في حين كانت سعة الطرق في المدن نفسها أقل كثيرًا، و هو ما تسبّب في أزمات مرورية كبيرة في المدينة، فخُطِّطَت شبكة جديدة من الطرق السريعة سنة 1959 لعلاج المشكلة.

و عندما بدأ إنشاء شبكة الطرق تغيّر المزاج العام، فبحلول منتصف ستينيات القرن العشرين ازداد الوعي بأنّ النمو المتواصل للضواحي أدّى إلى هروب رأس المال من مراكز المدن مما أدى إلى تدهورها. بالإضافة إلى أنّ العديد من الطرق المزمع بناؤها كانت تمرّ عبر أحياء كثيفة السكّان، بعضها من المناطق الأرقى في تورونتو، مثل فُرِسْت هِل (Forest Hill) و جامعة تورونتو. و بينما كانت المعارضة تتنامى انتقلت جين جيكُبز للسكن في تورونتو بعد أن نجحت في حشد مجموعات لإلغاء إنشاء طريق منهاتن الدنيا السريع (Lower Manhatten Expressway) في مدنة نيويورك. و بتطبيق التوليفة ذاتها في تورونتو حشدت جين المجموعات لمعارضة إنشاء طريق سبادينا السريع (Spandia Expressway)، و اعتقلت مرتين في غضون ذلك[6].

يوم 3 يونيو 1971 وقف رئيس الوزراء بِل دافِس في المجلس التشريعي المحلّي مصرِّحًا بأنّ "المدن بُنِيَت للناس لا للسيارات، فإذا كنّا سننشئ نظام نقل عام لخدمة السيارات فإنّ طريق سبانديا السريع سيكون خطوة جيّدة. أما إذا كنّا سننشئ نظام نقل عام لخدمة الناس فيجب وقف طريق سبادينا السريع."[7]. أوقف مشروع شبكة الطرق السريعة الطريق السريع إلى الأبد كما أوقف مشروع إنشاء طريق سبادينا. النتيجة المثمرة لحركات مناهضة لمشروعات طرق أخرى في تورونتو التي استلهمت هذا النجاح، و من بينها سْكاربَرَه و رِتْشْفْيُو و كْرُسْتَون و مشروعات الطرق السريعة لشرق المدينة، أدّت إلى توقّف تام لكلِّ مشروعات الطرق السريعة الأخرى.

دافيس و وزير نقله الجديد تشارلز ماكنوتُن دشّنا خطّة GO-Urban المعتمدة على نظام نقل متوسّط السّعة لخدمة تورونتو الكُبرى بدل شبكة الطرق السريعة، أدى هذا إلى إنشاء Bombardier Innovia Metro. لكن عندما جهز التصميم الأوّلي منه للتطبيق في أوائل عقد 1980 أدّى تغيّر في الحكومة المحلية إلى إيقاف المشروع، و لم يُنفّذ منه فعليًا سوى خط تجريبي قصير في تورونتو هو Scarborough RT، إلا أن التصميمات استمرّ تطويرها و نُفّذت في مدن أخرى حول العالم لاحقًا[8].

وِنْدْسُر

يمثّل ما جرى في مدينة وِنْدْسُر في مقاطعة أونتاريو حالة بارزة من حالات مناهضة الطرق السريعة التي انقُلِب عليها لاحقًا. فبحلول سنة 1965 كانت وزارة النقل في أونتاريو قد أتَمّت إنشاء الطريق السريع 401 من الطرف الجنوبي لمدينة وِنْدْسُر إلى ممر الألف جزيرة الحُرشي (Thousand Islands Parkway) وصولا إلى حدود مقاطعة كِبِك. و أعلِنَت خطط لمدّ الطريق السريع على طريق كنيسة هورُن (Huron Church Road) وصولا إلى جسر السفير (Ambassador Bridge) إلا أنّ السكّان و أصحب الأعمال التجارية على امتداد المسار احتجّوا على الخطة و أوقفوا تنفيذها، فكان الطريق ينتهي عند الطريق السريع 3. لكن في السنوات الأخيرة زادت التدفقات المرورية و ظهر الاحتياج إلى جسر و طريق سريع، و بدأ الاستيلاء على العقارات المحيطة في أواخر عقد 2000 لتوسعة الطريق السريع 401 وصولا إلى معبر حدودي جديد، ثم في أواخر 2011 بدأ إنشاء طريق هِرب جراي الحُرشي (Rt. Hon. Herb Gray Parkway)، و معظمه طريق منخفضة و تمّ الإنشاء سنة 2015، و سينشأ جسر Gordie Howe International Bridge مكمّلا للطريق 401 عبر حي Delray في مدينة دِترُويْت في ولاية متشجن الألمريكية ليتّصل بالطريق I-75 المتوقع إتمامه سنة 2023.

إدْمُنْتُن

وفق الخطة الأصلية كان من المُقرَّر وصول طريق ألبرتا السريع 2 إلى بلدة إدْمُنتُن بالاتّصال بشارع 91 ثم نزولا في وادي Mill Creek Ravine، إلا أنّ السكان في الوادي و غيره رفضوا أن يُدمر جزء من وادي النهر لحساب إنشاء طريق سريع فعارضوا الخطّة فأوقفت و لم يُستكمل منها غير الجزء المتّصل بشارع 91 و جسر جيمس مكدونالد (James MacDonald Bridge).[9]

فَانْكُوْفَر

في فانكوفر أوقف النشطاء و السكّان مشروع طريق سريع بدأ بإنشاء طريق علوي في حيّ ستراثكونا (Strathcona)، حيث كانت الخطة تقضي بربط الطريق السريع ذي الثماني حارات العابر كندا (Trans-Canada Highway) عبر الطرف الشرقي للمدينة مُدمِّرا أغلب الحي الصيني. قبل إيقاف المشروع كان قد تمّ تدمير حيّ حارة هوجان (Hogan's Alley). كان المشروع الأشمل يتضمّن نفقًا عرضه ستُّ حارات إلى شمال فانكوفر، و طريقًا سريعا مرتفعًا يمر بامتداد واجهة Burrard Inlet البحرية عبر أراض أقيم عليها لاحقًا فندقان و مبانٍ أخرى، كما كان سيمرّ طريق سريع مرتفع آخر عبر ما صار الآن القسم الحديث من Yaletown، و كان من المرجّح أن يمرّ بحذى شارع Pacific أو فوقه.

نفق Dunsmuir و هو خط قطار نقل خفيف سابق كان سيكون أيضًا جزءًا من الطريق السريع، و هذا النفق الآن يقع في خط Expo و هو أحد خطوط قطار SkyTrain الذي يطبّق تقنية Bombardier Innovia Metro التي كان قد سبق تطويرها لمشروع في مدينة تورونتو.

جرت محاولة في سنة 1995 لإحياء جزء من المشروع بإضافة ثلاث حارات إلى الساحل الشمالي لكن الجمهور أحبطها.

مجالس المدينة المتعاقبة في عقدي 1970 و 1980 منعت إنشاء طرق سريعة كجزء من الخطة طويلة المدى، و وصل ذلك إلى حد رفض إنشاء عقدة رأس جسر في موضع دخول جسر شارع البلوط (Oak Street Bridge) إلى المدينة، و هو طريق أنشئ و موِّل على مستوى إقليمي، لكن سمح له بالدخول مباشرة في شارع البلّوط.

و نتيجة لذلك فإنّ الطريق السريعة الوحيدة في زمام المدينة هو الطريق السريع عابر كندا الذي يمرّ في الطرف الشمالي الشرقي منها. خلال العقود الماضية لم تُنشأ سوى قلّة من الطرق الرئيسية الجديدة بالرغم من أنّ عدد السكان قد تضاعف على الأغلب.

يتعارض رأي سكان مدينة فانكوفر الذين تمثّلهم مجالس المدينة المتعاقبة، مع رأي وزارة النقل إقليم كولومبيا البريطانية. بعض سكاّن الضواحي يريدون زيادة قدرة الوصول إلى قلب المدينة باستخدام السيارات الخاصة، إلا أنّ المدينة تقاوم زيادة تدفّقات السيارات إليها من الضواحي، و بينما يتواصل إنشاء الجسور و الطرق السريعة في الإقليم إلا أنها جميعا تنتهي عند حدود المدينة.

هولندا

أمستردام

وُجدت خطط في سبعينيات القرن العشرين في أمستردام لإنشاء طريق سريع بين نهاية طريق A2 عند جادة الرئيس كندي (President Kennedylan) و أيْتونِل (Ijtunnel) و كذلك خططًا لمترو أمستردام حول نيوماركت (Nieumarkt)، و كانت ستؤدّي إلى هدم آلاف المنازل و المعالم في طريقها، لذلك اندلعت مظاهرات Nieumarkt سنة 1975. و مع أن المترو قد تمّ إنشاؤه إلّا أن الطريق السريعة لم تُنشأ.

طالع كذلك: How Highways Almost Destroyed Amsterdam

أتْرِخت

في أترِخت أدّت خطّة بناء الطريق A27 إلى سنوات من المظاهرات و السجال القضائي، منها مظاهرة كبيرة في أكتوبر 1978، حتى وصل القرار سنة 1982 إلى البرلمان الهولندي، فجاءت الموافقة على الإنشاء بأغلبية ضئيلة لواحد و سبعين مقابل تسعة و ستين، فاحتلّ المتظاهرون جوانب من منطقة Amelisweerd و هي عزبة في محيط المدينة كان من المقرر مرور الطريق عبرها، إلا أن الشرطة أخلت المتظاهرين و قُطعت 465 شجرة معمّرة تزيد أعمارها على المئة سنة، و ذلك في أثناء نظر استشكال قضائي بشأن قطع الأشجار، لكن المتظاهرين نجحوا في تقليل عرض سطح الطريق في العزبة -- و من ثمّ الأرض المدمّرة -- من 175 مترا إلى 55 مترا، كما نجحوا في تغيير مساره. و بعد إتمام الطريق السريع ظهرت اختناقات مرورية جديدة عبره، لذا فلقد وُضعت خطة في 2009 لتعريض الطريق من أربع حارات في كل اتجاه إلى ستِّ حارات أو سبعة، و بدأت الإنشاءات في سنة 2011 ممّا أدّى إلى تجدّد الاحتجاجات.

بريطانيا

الولايات المتّحدة الأمريكية

في الولايات المتّحدة الأمريكية توجد عديد من الطرق السريعة غير المستخدمة، و أجزاء غير مكتملة من الطرق السريعة في مناطق نائية، كلّها آثار من مشروعات أكبر لم تتمّ. في بعض الحالات أدّت الاحتجاجات على إنشاءات الطرق السريعة إلى إزالة أو نقل طرق حُرة كان إنشاؤها قد تمّ بالفعل.

في غضون الرواج الاقتصادي الذي عقِب الحرب العالمية الثانية وُجِد دافع قوي إلى إنشاء شبكة طرق حرّة (freeway) في الولايات المتّحدة بما فيها شبكة الطرق ما بني الولايات (Interstate Highway System). كان التصميم و التنفيذ على أشدهما في عقد الخمسينيات، بمشاركة عديد من المدن و كذلك مناطق نائية، إلا أنّ كثيرًا من المشروعات المقترحة لم تأخذ في حسبانها المصالح المحليّة، فقد عُدَّ إنشاء الطرق الحرّة في أحيان كثيرة شأنًا إقليميا أو قوميًّا تفوق أهميّته الاعتبارات المحلية.

ابتداء من سنة 1956 في سانفرنسسكو تزايد وعي نشطاء المحليّات بالآثار السلبية التي تُحدثها الطرق الحرة على الأحياء المحليّة، فقامت معارضة فعّالة لعديد من مشروعات إنشاء الطرق الحرة.

استمرّت حركة المعارضة الشديدة المناهضة للطرق الحرة حتّى السبعينيات، و قد عزّزتها المخاوف بشأن أزمة الطاقة إبان حرب 1973 بين العرب و إسرائيل التي زادت أسعار الوقود، و كذلك تنامي مخاوف الحركات البيئية. قبل ذلك، استجاب حاكم ولاية مستشوستس للمظاهرات العارمة المناهضة للطرق السريعة في بوسطن فأمر في فبراير 1970 بوقف كل أعمال التخطيط و التنفيذ لكل الطرق السريعة الواقعة داخل نطاق الطريق 128 الدائري باستثناء الجزء المتبقي من الشريان الرئيسي و قسم من الطريق 93 بين الولايات بين بلدة إيست سومرفيل (East Somerville) و نهر تشارلز (Charles River). إلّا أن بعض مشروعات الطرق السريعة المحدودة (المعزولة عن محيطها الطبيعي و العمراني) قد استمر النقاش في أمرها و أتِمّ إنشاؤها كطرق سطحية و ذلك كحلّ توفيقي.

و لأهمية الولايات المتّحدة في الاتجاه العالمي لإنشاء الطرق السريعة عبر القارة الأمريكية و ريادتها فيه، فلقد أفردنا لها صفحة خاصة تفصّل مشروعات طرق سريعة في ولايات أمريكية واجهت معارضة أدّت إلى تعطيلها أو تغييرها أو وقفها كليّة.

مصادر

مراجع