مشروع تطوير منطقة الحطابة

من ق.م.ع
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

مقدمة عامة عن المشروع

تم إدراج القاهرة التاريخية كموقع تراث عالمي لمنظمة اليونسكو منذ ١٩٧٩ اعترافاً بأهميتها التاريخية والأثرية والحضارية. ولكن تم تسجيل بعض المناطق الواقعة داخل حدودها من قبل الحكومة المصرية كمناطق غير آمنة في ٢٠١١ ومنها منطقة الحطابة. في إطار التوجه الحكومي والدولي نحو التنمية المستدامة التي تستغل جميع الموارد والأطراف المعنية المتوفرة بمنهجية تكاملية يتعين على أي مشروع تطوير أو إعادة تخطيط لمنطقة تاريخية التعامل مع جميع الموارد للوصول إلى حلول مثلى لربط الحفاظ على التراث بتشجيع استمرار نشاطات التراث غير المادي بالتنمية السياحية وذلك من أجل تنمية الموارد الاقتصادية للدولة ورفع المستوى المعيشي للسكان. في هذا الإطار تعمل مبادرة الأثر لنا (تحت إدارة جمعية الفكر العمراني-مجاورة) في حيّ الخليفة بالقاهرة التاريخية منذ عام ٢٠١٢ في شراكة مع وزارة الآثار ومحافظة القاهرة وبالتعاون مع الأهالي للحفاظ على تراث الخليفة وربطه بالتنمية المستدامة من خلال ترميم وإعادة تأهيل الآثار والمباني التاريخية لخدمة المجتمع والتوعية الأثرية وتعليم التراث والتنمية السياحية وتنمية الحرف التقليدية وتحسين الفراغ العام. في إطار موافقة اللجنة الدائمة بتاريخ ١٦ مارس ٢٠١٨ على الشراكة مع جمعية الفكر العمراني في مشروع بحثي عن القاهرة التاريخية للارتقاء بها بمشاركة المجتمع والذي شمل دراسة منطقة الحطابة كنموذج للمناطق التاريخية المتدهورة المسجلة كعشوائيات، فقد تم إعداد مقترح لإعادة التخطيط يستند إلى:

• تبني الدولة رؤية متكاملة لإدارة التراث والحفاظ عليه واستغلاله كمحرك للتنمية المستدامة من خلال دعم الصناعات التراثية والنشاطات السياحية.

• عمل وزارة الآثار حاليا على إطار متكامل لإدارة القاهرة التاريخية، يتعامل معها كمدينة تاريخية حية تتكامل آثارها مع نسيجها العمراني التاريخي مع تراثها الغير مادي.

• تبني الدولة خطة طموحة للتعامل مع المناطق غير الآمنة وذلك لتوفير المسكن الآمن والخدمات للمواطن.

• تشجيع الدولة على الشراكات بين الحكومة والمجتمع للوصول إلى حلول مثلى للتنمية المستدامة.


• عمل الدولة على تعاون الجهات الحكومية المختلفة والتنسيق بينهم للعمل بكفاءة على تنمية موارد الدولة لصالح المجتمع.

ويأتي المقترح في سياق الاتفاقيات الدولية الموقعة من قبل الدولة للحفاظ على التراث والتنمية المستدامة وكذلك في سياق التوجهات والاستراتيجيات الحالية مثل استراتيجية ٢٠٣٠. كما يأخذ مقترح إعادة التخطيط في الاعتبار الخصوصية التاريخية لهذه المناطق، ويركز على الاستغلال الأمثل لجميع موارد الحطابة لتحويلها إلى منطقة جذب سياحي وإنتاج للحرف التقليدية وذلك في إطار خطط الدولة واللوائح المحلية والمعايير الدولية. وقد تم الموافقة من حيث المبدأ على مقترح إعادة التخطيط لمنطقة الحطابة من اللجنة الدائمة للآثار بتاريخ ٢٤ أكتوبر ٢٠١٨ وجاري العمل على المخطط التفصيلي.

عن منطقة الدراسة

تعد الحطابة نموذجا للنسيج العمراني للقاهرة التاريخية حيث يوجد تجمعات من المباني التاريخية والآثار يجب الحفاظ عليها وإعادة استخدامها، كما أن نسيجها العمراني تاريخي لم يتغير منذ توثيقه من خلال خريطة وصف مصر عام ١٨٠١. تقتصر الدراسة على القطاع الجنوبي من شياخة الحطابة الملاصقة للقلعة وهو القطاع الواقع داخل حرم القلعة وداخل المنطقة المسجلة عشوائيات ذات خطورة من الدرجة الثانية من قبل صندوق تطوير المناطق العشوائية. وحدودها جنوباً القلعة والباب الجديد للقلعة، شرقاً منطقة الصحراء وهو الجزء الخالي من المباني من حرم القلعة، وشمالاً شارع باب الوداع، وجنوب غرباً دار المحفوظات. تتميز الحطابة بموقع فريد مركزي من طويوغرافيا منحدرة مميزة. يرتبط تاريخ المنطقة بتاريخ القلعة وبوقوعها على طريق خروج قوافل الحج. في العصر العثماني عرفت بمهنة الحطب فتغير اسمها من (تحت القلعة) إلى (الحطابة) وظلت منطقة حرفية إلى أن فتح محمد على باشا الباب الجديد لتدخل منه عربته وأسس دار المحفوظات في قطاعها الشرقي. وظلت السياحة تدخل من الباب الجديد الى أن تم إغلاقه في بدايات القرن الحادي والعشرين مما أثر سلبا على اقتصاد المنطقة. وتضم المنطقة قيد الدراسة ٧ آثار مسجلة و٥ مباني عامة ذات قيمة تاريخية عالية بالإضافة إلى العديد من المباني التاريخية السكنية. وتعد المنطقة صغيرة نسبياً، عدد الأسر لا يتعدى ٥٠٠ أسرة وعدد السكان حوالي ٢٠٠٠ نسمة. السكان لهم ارتباط تاريخي بالمنطقة حيث أن معظمهم متواجد بها أباً عن جد. تتميز المنطقة بالحرف التقليدية أهمها الصدف والنجارة ويليها الخيامية. كذلك يجب الإشارة إلى أن هذه الحرف مرتبطة ارتباطا وثيقا بالمناطق المحيطة حيث أنها جزء من دورة عمل تأتي من خلالها المواد الخام وتوريد المنتجات. الرؤية: إعادة إحياء المباني التراثية والتاريخية والمسارات السياحية والحرف التراثية مع الحفاظ على النسيج العمراني.

محاور المخطط العام

استناداً الى رؤية المشروع ومكونات المخطط العام يتناول المشروع ثلاث محاور تطوير أساسية: 1. تراثي سياحي ويتم التركيز خلاله على المسار السياحي. 2. حرفي ويتم التركيز خلاله على الورش الجديدة ومراكز التدريب وتطوير الحرف. 3. اجتماعي ويتم التركيز خلاله على تحسين جودة العمران والفراغات العامة والخدمات.

خطوات العمل بالدراسة

في إطار المشروع البحثي للارتقاء بالقاهرة التاريخية بمشاركة المجتمع والذي شمل دراسة منطقة الحطابة كنموذج للمناطق التاريخية المتدهورة المسجلة كعشوائيات قام فريق العمل بدراسة ميدانية تلتها ورشة عمل خلال شهر سبتمبر ٢٠١٨ تضم ممثلين عن الجهات الحكومية التالية: 1. وزارة الآثار (قطاع الآثار الإسلامية والقبطية وإدارة القاهرة التاريخية) 2. محافظة القاهرة (الإدارة العامة للحفاظ على التراث ووحدة تطوير العشوائيات وإدارة التخطيط والتنمية العمرانية) 3. وزارة الإسكان (صندوق تطوير العشوائيات) وتعد الدراسة نتاج هذه الورشة وهي الخطوة الثانية نحو تطوير الحطابة حيث يليها خطوة العمل على المخطط التفصيلي مع البدء بمشاريع استرشادية محدودة والبحث عن تمويل يليها تنفيذ المشروع بالكامل على مراحل طبقاً لخطة الدولة والموارد المتاحة الحكومية وغير الحكومية. المبادئ التأسيسية لمنهجية العمل: تم من خلال ورشة العمل الوصول إلى رؤية عامة ومخطط مبدئي لتطوير منطقة الحطابة كمنطقة سياحية وحرفية وسكنية وذلك في إطار المبادئ التالية: 1. القاهرة التاريخية ممتلك تراث عالمي والتقييم التراثي للحطابة أعلى من المتوسط. 2. الحطابة منطقة أملاك خاصة في حرم أثر للقلعة وتحت ولاية وزارة الآثار. 3. الحطابة منطقة إعادة تخطيط في خطة محافظة القاهرة للتعامل مع مناطق الخطورة من الدرجة الثانية. 4. الحطابة منطقة تاريخية حية ذات نسيج عمراني تاريخي وحرف تقليدية يتم التعامل معها في إطار اشتراطات جهاز التنسيق الحضاري. 5. ربط إدارة التراث بالتنمية المستدامة.

المخطط العام

يرتكز المخطط المقترح على النقاط التالية: 1. تطوير مسار سياحي داخل الحطابة أ‌. يبدأ من الباب الجديد للقلعة وصولاً إلى مجموعة من البيوت التاريخية الملاصقة لها ومعها ضريح الشرفا (أثر رقم ٣٥٧) يتم إعادة تأهيلهم وتحويلهم إلى مركز ثقافي للتصميم يتم فيه ابتكار تصميمات معاصرة للمنتجات اليدوية. ب‌. ومن ثم إلى المجمع الحرفي السياحي حيث الورش التفاعلية والمقاهي المطلة على منطقة الصحراء ثم إلى الخانقاه النظامية. ت‌. ثم نزولاً إلى التجمع المتحفي وهو عبارة عن ٤ آثار معاد استخدامها كقاعات عرض متحفي. الآثار هي: - سبيل الأمير شيخو (أثر رقم ١٤٤) (متحف تاريخ الحج) - سبيل وحوض عبد الرحمن كتخذا (أثر رقم ٢٦٠) (متحف الماء في تاريخ القاهرة) - قبة الأمير يونس الدوادار (أثر رقم ١٣٩) (متحف تاريخ جبانات القاهرة) - مجموعة منجك اليوسفي (أثر رقم ١٣٨) (متحف ومعرض للحرف) ث‌. وللسائح دخول الحطابة مرة أخرى لزيارة حديقة الحطابة والمركز الحرفي أو الخروج والتوجه نحو ميدان صلاح الدين (القلعة) ومن ثم زيارة باقي القاهرة التاريخية. 2. تحويل جميع الأراضي الفضاء والمباني المتهدمة وغير الآمنة إلى ورش على طراز تاريخي مبسط وذلك وفقا لاشتراطات ولوائح وزارة الآثار. 3. ٣ مراكز تدريبية وثقافية لتطوير المنتجات الحرفية. 4. خدمات اجتماعية تشمل تحويل بعض الأراضي الفضاء إلى مناطق خضراء وتحويل مدرسة الشيخ شاهين المغلقة إلى مركز اجتماعي به خدمات للأسرة.