وثيقة:إعتبارات مفتاحية: كوفيد-19 في المستوطنات اللارسمية

من ق.م.ع
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

موجز سياسات
العنوان إعتبارات مفتاحية: كوفيد-19 في المستوطنات اللارسمية
تأليف مؤسسة الدراسات التنموية Institute of Development Studies IDS
تحرير غير معلوم
المصدر منصة علوم اجتماعية في العمل الإنساني Social Science in Huminatrian Action Platform SSHAP
اللغة الأنجليزية
تاريخ النشر 2020-03-25
تاريخ الاسترجاع 2020-04-19
مسار الاسترجاع https://opendocs.ids.ac.uk/opendocs/bitstream/handle/20.500.12413/15185/SSHAP_COVID-19_Key_Considerations_Informal_Settlements_final.pdf?sequence=3&isAllowed=y

تم ترجمة الموجز على منصة ويكي العمران.

هذا الموجز يحدد إعتبارات مفتاحية لحماية المستوطنات اللارسمية من أثار وخطر إنتشار كوفيد-19. يرجع الإهتمام بهذه المناطق لإرتفاع كثافاتها السكانية ومحدودية بنياتها التحتية. هذا الموجز يناقش ما هو معروف عن قابلية الجوح وكيفية دعم العمل المحلي. يمكن متابعة الوثيقة إقترانا بموجزات أخرى عن الحجر الصحي والإعلام الاجتماعي المتاحة على منصة علوم اجتماعية في العمل الإنساني [1].

هذا الموجز تم إعداده من قِبَل مؤسسة الدراسات التنموية بمساهمات من: صندوق أبحاث التحديات العالمية ومركز مسؤولية عدالة اللارسمية العمرانية والتعاونية الأسيوية لحقوق السكن والمؤسسة العلمية للبيئة والتنمية وجامعة لندن كولِج (يو سي إل) وووحدة تخطيط التنمية بها وجامعة بِرمنجهام وجامعة مانشستر وجامعة فارفِك ومؤسسة المرأة في الاقتصاد اللارسمي وجامعة يورك.

راجعها زملاء من أنثرولوجيكا وجامعة مانشستر وقسم التخطيط التنموي في يو سي إل وأي إف أر سي وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية. الموجز يقع تحت مسؤولية منصة علوم اجتماعية في العمل الإنساني.

مُلخص الإعتبارات

  • المستوطنات اللارسمية تواجهها تحديات كبيرة للتحكم في كوفيد-19؛ ولكن الإستراتيجيات المُطوَرَة محليا يمكنها مجابهة المخاطر إذا تم العمل سريعا لمواجهة التفشي. الإستعداد والعمل المبكر من الحكومات المحلية والمجتمعات أساسي؛ فإذا حدث تفشي، التصاعد يمكنه أن يصبح طرديا تاركا خلفة مساحة محدودة للتخطيط.
  • المبادئ الأساسية لتحجيم إنتقال كوفيد-19 هي نفسها عند تناول أي سياق مثل: تقليل التلامس الجسدي وتحسين مستوى النظافة وإعتبارات الصحة العامة. لكن التكتيكات المُتَبَعة في المستوطنات اللارسمية تختلف عن غيرها، حيث يوجد تحديات خاصة بحدود توافر المساحات الخالية والمياه والصرف الصحي؛ بالإضافة إلى تعرض الناس لخطر الإخلاء القسري ومعيشتهم تحت ظروف حيازة غير آمنة. الموارد سواء المالية أو غير المالية (مثل توافر المعلومات والمعدات ووجود آلية لتشكيل سياسات داعمة) مطلوبة بوجه عاجل؛ لتمكين السكان المحليين من تطوير وتنفيذ استراتيجياتهم الخاصة.
  • المستوطنات اللارسمية يمكنها أن تصبح عالية التنظيم بوجود مجموعات محلية وكيانات مجتمعية تقوم بالتوعية وتوفير الخدمات؛ بالإضافة إلى جمع البيانات عن السكان والمرافق. هذه المجموعات في موقع جيد للإستجابة ومقاومة كوفيد-19 -وبعضها بالفعل يعمل على ذلك. حيث أنهم في موقع جيد لإعتبار الخيارات في المناطق بإيجاد أنماط لامركزية للرعاية والعزل والتباعد الاجتماعي.
  • التدخلات المتعلقة بالصحة العامة يجب أن توَازَن بتدخلات اقتصادية واجتماعية؛ خاصة بإعتبار نواحي الاقتصاد اللارسمي الذي يعتمد على مصادره أكثرية الناس. فبرغم جسامة قابلية جوح كوفيد-19 في المستوطنات اللارسمية، يجب إعتبار أثر إجراءات التحكم -سواء المباشرة وغير المباشرة- على الاقتصاد اللارسمي. حيث أنه يمكن أن ينتج عنها تأثيرات سلبية عميقة إذا تم تنفيذها بوَهَن.
  • المعلومات الواضحة والإرشاد مطلوبين. سكان المستوطنات اللارسمية بالفعل يتعايشون مع أمراض وإصابات مميتة. يجب إخبارهم عن كوفيد-19، وكيف يختلف عن بقية الأمراض ولماذا يوجد توقع بإختلاف الإستجابة لمواجهته. هذا مطلوب لتأسيس الثقة والتفاهم المتبادل؛ حيث ان الإحتياطات القصوى عادة لا يتم إتباعها مع الأمراض والإصابات المميتة الأخرى التي يتعايشون معها. فعندما يدرك الناس الإهتمام المفرط فجأة تجاه بعض الأمراض - خاصة إذا كان الإهتمام متعلق بمصلحة أناس أخرون - يمكنه أن يعطل الثقة والعمل التعاوني. لذلك يجب توضيح عدم الإتساق الأن مع أسلوب التعامل مع الأمراض من قبل.
  • تاريخيا، المستوطنات اللارسمية وسكانها تم تهميشهم ووصمهم ولومهم وكانوا عرضة لقواعد وإجراءات تعسفية أو خارجة عن مقدوريتهم. عند الدعوة لمقاومة كوفيد-19 يجب الحذر لتجنب تكرار الوقوع في تلك الأخظاء. لذلك، التعاون مع السكان المحليين وإعطائهم الثقة كممثلين لمجتعمهم وحائزين على معرفة ببنيتهم الاجتماعية والمكانية، يمكِّن بدوره من إتخاذ تدابير تحكم فعالة.
  • من المهم فهم ديناميات القوى المجتمعية والتاريخ السياسي للمنطقة المتناولة. في بعض الأحيان، التدابير الفوقية للتحكم يمكن أن تُدرَك بأنها تُستَخدَم للقمع وزيادة تهميش السكان أو لتحجيم مواقفهم السياسية.

خلفية وهدف

بدأ إنتشار كوفيد-19 من مدينة ووهان بالصين، وأثناء كتابة هذا الموجز معظم الحالات تم رصدها في بلدان ذات دخل عالي مثل الولايات المتحدة وأسبانيا وألمانيا وفرنسا والجمهورية الكورية وبلدان أخرى ذات دخل متوسط مثل إيران. أغلب المعلومات والبيانات عن كوفيد-19 وعن من هم المعرضين لخطر الإصابة به خاصة بهذه السياقات. معظم التوصيات (لغسيل الأيدي والعزل الجسدي) تفترض ظروف معيشية أساسية والنفاذ لخدمات ضرورية (مثل المياه والمساحات الخالية ...إلخ). في البلدان الغنية، يعتمد إتخاذ القرار على توافر بيانات أساسية عن السكان لمراقبة التغييرات. كما أن أغلب الإهتمام ينحصر حول ما هي درجات الرعاية الحرجة المطلوبة في المستشفيات. هذة البلدان تطبق إجراءات للتحكم عن طريق تحجيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية؛ فتقوم حكوماتهم بتوفير الدعم الاقتصادي لمجابهة تأثير هذه الإجراءات على الحالة المعيشية. كثير من هذه الإجراءات لن تتوافر بنفس الدرجة للبلدان ذات الدخل المتوسط؛ خاصة في المستوطنات اللارسمية في الحضر. بوجود مليار شخص يعيشون بالمستوطنات اللارسمية - بين 30-70 بالمئة من سكان بعض المدن [2]- هناك حاجة ملحة لإعتبار وتطوير مداخل ملائمة للسياق المحلي لحماية السكان من أسوأ أثار كوفيد-19.

الموجز يسلط الضوء على التحديات والإعتبارات الهامة لتناول كوفيد-19 في المستوطنات اللارسمية. بعضها بديهي، فبسبب الكثافة السكانية وسوء الإمداد بالمياه والصرف الصحي، نصائح التباعد الاجتماعي وغسيل الأيدي تفقد أهميتها. لكن هناك تحديات أكثر خصوصية متعلقة بالسياقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية تؤثر على مدى قابلية الجوح وإمكانيات العمل عليها.

التحدي الرئيسي الذي تواجهه المستوطنات اللارسمية والمناطق المهمشة هو نقص البيانات التي تصف الوضع قبل وأثناء الطوارئ؛ فبسبب وضعهم القانوني وحالتهم اللارسمية نادرا ما يوجد بيانات عن تعداد السكان وعن حالة السكان الصحية. ولذلك بيئة وضع السياسات يضاعف بها حالة اللايقين؛ فيصعب فهم المرض الجديد ووضعه في سياقه. يٌصعِّب ذلك الوضع التحضير لمواجهة الأزمة وقد يؤدي إلى ردود فعل غير مناسبة؛ والتي بدورها قد تكون غير فعالة أو تفاقم سوء الوضع (مثل محاولات الحجر الصحي لأقاليم ومدن في غرب أفريقيا أثناء تفشي وباء إيبولا سنة 2014 و2016) [3]. حاليا تقوم الحكومات في دول الدخل المنخفض والمتوسط بإجراءات إحترازية للتحكم. هذه الإجراءات قد تكون غير مستدامة وقد تتسبب في أضرار إضافية؛ إذا لم يتم تناول الظروف الاجتماعية والاقتصادية لفقراء الحضر.

العمل والفعل الآن هو أمر ملح قبل أن يتفشي الوباء في بلاد الدخل المنخفض والمتوسط. التحديات التنظيمية للسيطرة على الوباء دائما ما تكون شديدة الوطئة ومعتمدة على المشاركة المحلية. إشراك المجتمع عادة ما يحدث بِشِق الأنفس ويطبق على مستوى شخصي. التحدي الرئيسي يكمن في كيفية إنجاز الأمور سريعا وعلى نطاق واسع؛ وفي نفس الوقت ضمان جودة الإجراءات وملائمتها للسياق الخاص بها.

البيانات تدل على تواجد نمو عمراني غير مخطط في العقود الماضية؛ بالإضافة إلى تكتل الفقر الحضري في المستوطنات اللارسمية والأحياء الفقيرة. المدن عادة ما تُقسَّم طبقا لحدود اجتماعية وأخرى متعلقة بالثروة (بما فيها الحدود الاستعمارية والعرقية). المناطق الفقيرة عادة ما تصوَّر على أن سكانها عشوائيين وقذرين وموبوئين بالأمراض؛ بالإضافة إلى كونهم مٌهدِد اجتماعي وبيئي وتنموي لباقي المدينة. هذة الرؤى عضدت من قبل محاولات حرمان السكان من أمنهم في الحيازة وهددتهم بخطر الإخلاء. هذة الخبرات السابقة قد تؤثر بدورها على تشَكُّل ظروف تطبيق إجراءات التحكم وردود أفعال السكان تجاهها (خاصة إذا تم فرضها على المتسوطنات بالقوة من الخارج). في كل سياق محلي سوف تلعب الظروف الخاصة به (مثل وجود قلق أمني أو وجود خبرة سابقة مع حرب واضطرابات مدنية أو وجود توترات حزبية وعرقية أو حتى بسبب إختلاف أسلوب الحوكمة القومي والمحلي... إلخ). هذه الظروف يمكنها أن تؤثر على إدراك سكان المستوطنات اللارسمية؛ والتساؤل عن كون الإجرائات المتبعة هي في صالحهم أم في مصلحة آخرون. إن سكان الستوطنات اللارسمية معتادون على إختزال حياتهم ومعيشتهم مقابل ‘الصالح العام’، لذلك رسائل الحكومة قد ينتج عنها أزمة ثقة جادة وتوترات حادة خاصة بأخلاقيات إجراءات التحكم وأثرها على حياتهم.

قابلية الجوح: ما هو معلوم وما هو غير معلوم

هناك مخاوف كبيرة حول العبء المحتمل لمرض كوفيد 19 على دول الدخل المنخفض و المتوسط [4]. يمكن تصنيف المخاطر الأكثر تأثيرا في تلك الدول الى: 1- قابلية الجوح الوبائية (على سبيل المثال معدلات الوفاة طبقا لمتوسط الأعمار و بإعتبار الظروف المسببة للوفاة في المناطق اللارسمية) 2- قابلية الجوح الانتقالية (على سبيل المثال الاختلاط الاجتماعي و البنية التحتية المتعلقة بالصحة العامة) 3- نقاط ضعف منظومة الصحة ( على سبيل المثال مدى توافر وحدات العناية المركزة ) 4 – نقاط ضعف تطبيق إجرائات التحكم لتشمل على إمكانية فشل الحماية الاجتماعية. هذه المخاطر مرتبطة و تؤثر على بعضها البعض. إن تقييم قابلية الجوح الحادة و المزمنة في الدول ذات الدخل المنخفض و المتوسط هي بمثابة تحدي خاص بسبب نقص البيانات عن المناطق اللارسمية و حداثة المرض. فيما يلي سيتم تناول التنوع في قابلية جوح المرض وعن الفئات التي من المحتمل تأثّرها بشكل كبير. يتم ذلك التناول في حدود المعرفة السابقة وبتقييم المخاطر، مع العلم أنه غالباً ما يكون غير واضح مَن هو المُعرَض للجوح حتى تطرأ مشكلة ما أو أن منظومة الدعم تفشل في أداء وظيفتها. لذلك، الاقتراحات التالية لابد أن يتم استكمالها بتقييمات محلية عن قابلية الجوح الخاصة بها.[5]


قابلية الجوح الوبائية

حسب الدلائل المستجدة من أوروبا وشرق آسيا، فان أكثر المعرّضين لحدة المرض والوفاة هم مَن فوق سن السبعين عام والمصابين بأمراض القلب والسكر وارتفاع ضغط الدم والسرطان وأمراض التنفس المزمنة. لا يوجد دليل على وجود فارق بين الرجال والنساء في معدلات العدوى، لكن يبدو أن احتمالية وفاة الرجال إثر المرض ضِعف احتمالية وفاة النساء.

السن

على الرغم من أن سكان الدول ذات الدخل المنخفض و المتوسط بها نسبة شباب عالية مقارنةً بالدول ذات الدخل المرتفع، الا أن تلك الدول بها 69 % من سكان العالم ممن هم فوق سن الستين؛ مما يمثّل قابلية جوح عالية [6]. كما أنه كان من المٌرَجَح أن شدة المرض والوفاة إثره ستكون أقل في دول الدخل المنخفض والمتوسط -نتيجة لقلة نسبة السكان ممن هم فوق سن الثمانين- إلا أن الوضع يبدو مختلفا عن ذلك[7]. في اندونيسيا على سبيل المثال، وُجِد أن معدلات الوفاة بالنسبة للعمر لا تتسق مع هذة الفرضية بوجود حالات وفاة كثير تحت سن الثمانين. هناك فرضية أيضا أن المدن يسكنها شباب أكثر مقارنة بالريف (على سبيل المثال، بسبب هجرة سكان الريف الشابة الى المدن بحثاً عن فرص العمل؛ و عودة الفئات الأكبر سناً الى القرى بعد التقاعد) إلا أن توزيع السكان حسب العمر بين القرى و الريف متشابه في دول الدخل المنخفض والمتوسط.[8].كل مدينة بها توزيع مختلف لنسب الفئات العمرية، لكن ليس من الحكمة إغفال المخاطر التعلقة بالسن في دول الدخل المنخفض و المتوسط.

النوع الاجتماعي

لا يوجد تفسير واضح للارتفاع الملحوظ في معدلات الوفيات بسبب كوفيد 19 بين الرجال. تم ربط ذلك مبدئيا بأسلوب الحياة المختلف جندريا، مثل إقبال الرجال على التدخين أكثر وخاصة في المستوطنات اللارسمية.

المراضة المشتركة

إن معدلات الاصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكر والسرطان في المستوطنات اللارسمية غير موثّقة [9]؛ بالرغم من أن ظواهر الإصابة بتلك الأمراض تؤشر على تزايدها في دول الدخل المنخفض و المتوسط والتي يمكن أن تكون أعلى في بعض الأحيان من دول الدخل المرتفع.[10] تعتبر الدلائل على الأعباء الصحية في المستوطنات اللارسمية محدودة بسبب اعتماد السكان على منافذ غير رسمية لبيع العقاقير وتقديم الخدمات الطبية؛ مما يعني أن ظروفهم الصحية خارج الحسبان. أظهرت أبحاث نوعية في سيراليون نسب عالية من الأمراض المزمنة والتي يتم علاجها بشكل غير رسمي وغالبا لا يتم تشخيصها[11]. تعتبر أمراض الجهاز التنفسي مشكلة رئيسية في المستوطنات اللارسمية بسبب تلوث الهواء داخل وخارج المنزل (مثلا بسبب الزحام ومواقد الطبخ)؛ وانخفاض جودة المسكن؛ والتعرض لمخاطر مهنية؛ وحرق المخلفات.[12] كل تلك العوامل مرتبطة بارتفاع مخاطر الاصابة بأمراض الجهاز التنفسي في المستوطنات اللارسمية. يؤدي الاعتماد على طعام الشارع المقلي و المطبوخ مسبقاً الى الاصابة بأمراض القلب والسكر.[13] كما يُفتَرَض وجودأمراض مزمنة لم تُكتَشَف ولا يتم التعامل معها بصورة ملائمة في المستوطنات اللارسمية، مما يُعرِّض عدد كبير من سكانها للخطر. فمثلا، هناك مخاوف كبيرة بشأن أمراض نقص المناعة (أيدز)[14]البشرية والسل وسوء التغذية.

قابلية الجوح الانتقالية

هذا يشمل الاختلاط الاجتماعي وظروف الاسكان والبنية التحتية التي يمكن أن تحفّز انتقال المرض؛ إلا أن هناك شح في الدلائل على الديناميات الاجتماعية والبيئية لانتقال المرض.

الكثافة

نظراً للكثافة السكانية و الاسكانية العالية بالمستوطنات اللارسمية فان هناك فرص أعلى للاختلاط الاجتماعي وخيارات محدودة للتباعد الجسدي. في دراسة عن الانفلونزا في مدينة دلهي، تم قياس معدلات الاتصال بناءًا على الكثافة في المستوطنات اللارسمية؛ أشارت الدراسة أن ذروة إنتشار الوباء مرتبطة بظروف المستوطنات[15]. الا أنه ليست كل المساكن في المستوطنات اللارسمية كثيفة سكانيا. هناك اختلاف بين المستوطنات اللارسمية شبه الحضرية (والتي تميل الى أن تكون أقل كثافة) عن المستوطنات داخل المدن (سواءاً رسمية أو شبه رسمية).

الوحدة السكنية و البنيات الاجتماعية

غالباً ما يحدث انتقال المرض بين أفراد الوحدة السكنية الواحدة , لكن مفهوم الوحدة السكنية في المستوطنات اللارسمية من الممكن أن يكون مرناً ليشمل أفرادا يتنقلون بين عدة منازل و يتشاركون الطعام و الفراغات السكنية . من الممكن أن تخفق استراتيجيات التحكم في المرض و الاستجابات بناءاً على افتراضات عن عدد الوحدات السكنية . غالباً ما تتم رعاية الأطفال بواسطة الأجداد أو الأفراد كبار السن في العائلة , و هذا يزيد من مخاطر انتقال المرض.

امكانية التنقل

ان امكانية التنقل بين المدن و داخلها متكررة و مشتركة . يحافظ سكان المدن على روابط قوية مع مواطنهم الأصلية , فهم يرسلون رواتبهم الى أسرهم.[16] و يسافرون كل بشكل متكرر بين المدينة و الريف للعمل و لأسباب اجتماعية , و كذلك عندما يمرضون أو لدفن المتوفين في مسقط رأسهم. [17] وهذا يعني أن سكان المستوطنات اللارسمية قد ينشرون مرض كوفيد 19 في المناطق الريفية و يخلقون ديناميكيات متذبذبة حضرية – ريفية شبيهة بما تم ملاحظته مع مرض ايبولا . يجب مراعاة أسباب التنقل و آثار الروابط الحضرية – الريفية في استراتيجيات التحكم بالمرض .

التهوية

من المعروف أن الفراغات المغلقة و التي ليست بها تهوية هي أكثر خطورة في انتقال المرض بسبب عدم وجود حركة للهواء داخل الفراغ . تختلف نوعية المسكن و التهوية في كل مستوطنة لكن يجب وضعها في الاعتبار عند وضع خطط محلية لحماية السكان.

المياه

إن إمكانية الوصول للمياه غير كافية في معظم المستوطنات اللارسمية , و غالباً لا يملك سكانها إمدادات مياه خاصة بهم , لكن يتم شراء المياه من مزوّدين بتكلفة عالية [18] , و هذا يمنع الاستخدام الكافي للمياه و غسل الأيدي . كما أن نقاط المياه بها مخاطر عالية متعلقة بالتباعد الاجتماعي (على سبيل المثال عند الاصطفاف و جمع المياه) و العزل الصحي (على سبيل المثال الحاجة لترك المنزل لجمع المياه).

دورات المياه

غالباً ما تكون دورات المياه خارج المساكن في مرافق مشتركة. ليس من الواضح طول المدة التي يبقى فيها الفيروس حياً خارج الجسم و على أية أسطح , لكن دورات المياه المشتركة تؤدي الى مخاطر اضافية , خاصةً عندما لا يتم التعامل مع الفضلات بشكل سليم . إن عدم إمكانية الوصول للمياه أو دورات المياه في المساكن يجعل العزل الذاتي الصارم مستحيلا.

الصرف الصحي

غالباً لا يتم التخلص من الفضلات بشكلٍ ملائم , و التخلص منها في الشارع يؤدي الى مخاظر حيوية , بما فيها مرض كوفيد 19 . إن جامعي المخلفات معرضين لمخاطر المخلفات الملوثة.

نقاط ضعف منظومة الصحة

في حين أن الاهتمام في دول الشمال ينصب على قدرة العناية المركزة ، يمكن أن يكون هذا محدودًا للغاية في الأنظمة الصحية قليلة الموارد. هناك حاجة إلى الانتباه لمعرفة ما إذا كان الناس سيحصلون على الرعاية وكيف ذلك ، بما في ذلك متى وكيف يتم تقييمهم على أنهم بحاجة إلى رعاية حرجة. إن توفر مقدمي الخدمات الصحية الرسميين (مثل عيادات الحكومة أو المنظمات غير الحكومية) منخفض في معظم اللارسمية ، و تحدّد العديد من الدراسات حول السلوك الصحي التكلفة والمسافة كموانع أساسية للخدمة الطبية الجيدة. [19] هناك مجموعة واسعة من مقدمي الخدمات الصحية غير الرسميين وغير المنظمين والخاصين بما في ذلك الصيادلة الخاصين ، وبائعي الأدوية الصغيرة ، والعاملين الصحيين المجتمعيين ، والعاملين في مجال الرعاية الصحية المسافرين والذين يعيشون في المجتمع ويقدمون الرعاية. على الرغم من أن استخدام الأدوية ومقدمي الخدمات غير الغربية يمكن أن يكون متكررًا ، إلا أن الجوء للطب الغربي غالبًا ما يكون لأنواع معينة من الأمراض (على سبيل المثال ، تتصف بالحدة أو المفاجأة أو المؤشرات الأخرى ذات الصلة محليًا) وليس للأعراض العامة مثل الحمى والسعال. بالنسبة لهذه الأعراض الشائعة ، يكون العلاج الذاتي شائعًا ويتم الحصول عليه في الغالب من مقدّمي الخدمات الخاصة ، و اللجوء للعناية في العيادات أو المستشفيات الكبيرة عندما تزداد شدتها (وإذا كانت التكاليف المباشرة وغير المباشرة للوصول إلى المستشفى تسمح بذلك).[20] يجب مراعاة موانع الوصول للرعاية الصحية بالمستشفيات و النفور منها في المناطق العشوائية ، وقد يعني ذلك أن المرضى قد يبقون في مجتمعهم لبعض الوقت حيث يحتاجون إلى المشورة بشأن العزل الذاتي. قد يكون مقدمو الخدمات من القطاع الخاص أساسيين لاكتشاف الانتشار ، ولكن أيضًا لتسهيل الانتشار ويجب أن يشاركوا في الاستجابة. هذه الأنماط من سلوك طلب الخدمة الصحية تجعل من الأرجح أن الحالات المصابة لن يتم اكتشافها ويجب بذل جهود إضافية لتحديد الحالات في المجتمع.

على المستوى الفردي ، عندما يمرض الشخص ، فإن استجابته تعتمد على أولويات قوية ، وخاصةً الحاجة لكسب الرزق. يصف الناس وضعهم بعدم إمكانية المرض و يجب عليهم العمل أثناء مرضهم حتى لا يفقدوا دخلهم ، و يستخدمون الأدوية على أنها "حل سريع". [21] الجيدة. [22] من الصعب التمييز بين الأعراض المبكرة لكوفيد 19 عن الأمراض الشائعة الأخرى ، وقد تؤدي إلى ممارسات جديدة. نظرًا للأعراض الأولية البسيطة لكوفيد 19 ، قد يتبع المصابون القواعد المعمول بها التي تعطي الأولوية للعمل والبقاء اليومي ، وقد تشمل زيارة العديد من مقدّمي الخدمات غير الرسميين لشراء العلاج.

تظهر الأبحاث النوعية أن طلب الخدمة الصحية في حالة المرض الشديد يمكن أن يكون عشوائيًا تمامًا ، حيث يتفاوض الأشخاص على العديد من مقدمي الخدمات المختلفين ويأخذون توصيات من الأصدقاء والعائلة (بالإضافة إلى الاعتماد على مساعدتهم للوصول إلى أشكال مختلفة من الرعاية).[23] ليس من الواضح إلى أي مدى يذهب الناس إلى المستشفيات حتى عندما تكون الأعراض شديدة ، خاصة في السياقات التي يُنظر فيها إلى المستشفيات على أنها تقدم رعاية غير ملائمة أو غير مناسبة أو حيث يكون المال عاملاً مانعًا. يفيد الناس في كثير من الأحيان بأنهم يعاملون بوقاحة أو بشكل سيئ في العيادات الحكومية الرسمية. اعترف الأطباء في الهند ، على سبيل المثال ، بأن التقنين والحرمان من الرعاية هو بالفعل جزء تكويني من تجربة الرعاية الصحية في دول الدخل المنخفض و المتوسط. [24] الرسائل الحالية بأنه لا يوجد علاج لكوفيد 19 قد تمنع أيضًا الحالات الشديدة من الذهاب للمستشفى. يحتاج مخططو الاستجابة إلى النظر في كيفية تحديد الحالات الشديدة في المجتمع وعدم افتراض أنها ستأتي إلى المستشفى. كما يحتاجون إلى التفكير في كيفية إدارة رحلات الأشخاص إلى مرافق الرعاية الحرجة ، إذا كانت متوفرة.

نقاط ضعف تطبيق إجراءات المكافحة

تظهر الدروس المستفادة من العديد من حالات تفشي الأمراض ، بما في ذلك الإيبولا في غرب أفريقيا ، أن اجراءات مكافحة الأمراض يمكن أن تؤدي إلى ضرر يتجاوز التهديدات الصحية المباشرة. قد يؤدي الفشل في معالجة هذه المخاوف إلى نتائج عكسية. في كثير من الحالات ستكون الصدمات الأكثر شدة من اجراءات المكافحة وليس المرض. المقصود باجراءات المكافحة هنا هي تلك التي يتم تنفيذها على نطاق واسع في سياق كوفيد 19 ، على سبيل المثال ، الحجر الصحي ، والإغلاق ، والعزل الذاتي ، وتقديم المشورة بشأن "العمل من المنزل" ، وحظر السفر ، وإغلاق المدارس والأسواق والكنائس والتجمعات الجماعية ومنافذ الطعام والمساحات الاجتماعية.

التأثير على سبل العيش

هناك تأثير واضح وفوري على سبل العيش. في معظم المستوطنات العشوائية ، يحصل الناس على قوت يومهم يوماً بيوم مع مدخرات أو قدرة على الادخار محدودة للغاية. مهما كان القطاع ، أو سواء كان رسميًا أو غير رسمي ، فإن أي شيء يتعارض مع الذهاب للعمل أو الطلب على العمل أو الرواتب أو وضع التوظيف سيكون له آثار كارثية. فقدان الدخل له آثار أخرى في غياب أي شبكات أمان ، حيث قد يكون الناس أقل قدرة على شراء المياه الضرورية والصرف الصحي أو العودة إلى مناطقهم الأصلية. يجب التفكير بجدية في كيفية تجنب تقليص سبل عيش الناس ، أو تعويضهم إذا أصبح ذلك ضروريًا. يجب أن يشمل ذلك الأشخاص العاملين في القطاع غير الرسمي ، والذي يمكن أن يكون غالبية السكان الذين يعيشون في مستوطنات غير رسمية. ينبغي إجراء تقييمات لكيفية إعادة حشد أولئك الذين فقدوا سبل عيشهم لجهود الاستجابة بمقابل مادي.

التأثيرات على التنقل

يمكن أن يؤدي فرض قيود السفر فجأة إلى فرار السكان (كما هو الحال في شمال إيطاليا) أو السفر تحت الرادار (على سبيل المثال ، كما هو الحال خلال فاشية الإيبولا 2018-2020 في جمهورية الكونغو الديمقراطية) بسبب الخوف وفقدان سبل العيش والاحتياجات المستمرة للسفر (على سبيل المثال ، رعاية أفراد الأسرة والجنازات). هذا يمكن أن يسرع انتشار الفيروس ويتطلب إدارة حذرة. قد تكون القيود المفروضة على التنقل مهمة ولكن من الصعب إدارتها بشكل شامل وقد أثبتت تاريخيًا أنها غير فعالة ما لم يتم النظر في احتياجات التنقل (على سبيل المثال ، سبل العيش) ومعالجتها . [25] أثناء الإيبولا في غرب أفريقيا ، أنشأ سكان الريف فرق عمل خاصة بقريتهم أو زعامتهم المحلية لتسيطر على الحركة في مواقعهم. سيكون من المهم تقديم المشورة والدعم لسكان الريف للتحكم في الحركة لتكملة القيود المفروضة على سكان المناطق الحضرية بعدم التحرك. تتطلب محاور النقل الحضري وأنماط السفر لفقراء الحضر تركيزًا محددًا.

الحصول على الغذاء

في المستوطنات الفقيرة ، لا تملك الأسر القدرة على تخزين الطعام لعدة أيام والحصول على معظم غذائها من الأسواق غير الرسمية وبائعي الأغذية في الشوارع. إذا كانت الحركة مقيدة ، فإن قدرة الناس على الوصول إلى الطعام ستنخفض بشدة. علاوة على ذلك ، إذا تم إغلاق الأسواق أو بائعي المواد الغذائية ، فإن هذا يعني أن الناس غير قادرين على شراء الطعام الذي يحتاجونه.


نقاط ضعف ممنهجة

المخاطر في المستوطنات غير الرسمية متعددة الأبعاد بما في ذلك القضايا الصحية المتداخلة (على سبيل المثال ، المزمنة والحادة بما في ذلك السل وحمى الضنك والكوليرا وما إلى ذلك) ؛ الاجتماعية (العنف والاضطهاد والتجريم والتخويف) ؛ الطبيعية (مثل الفيضانات والأمطار و ارتفاع درجة الحرارة) ؛ والتكنولوجية والبنية التحتية (على سبيل المثال ، الحوادث ، الحرائق ، انهيار المباني) . [26] سوف يتم معايشة كوفيد 19 جنبًا إلى جنب مع هذه المخاطر ، والتفاعل معها ، واحتمالية تقليل القدرة على الصمود أمامها. ستتقاطع التأثيرات مع هويات الأشخاص وأدوارهم الاجتماعية ، بما في ذلك:

شبكات الرعاية: قد يقدم كبار السن رعاية مهمة للعائلة الممتدة (مثل الأحفاد والأيتام). إذا لم يتمكنوا من أداء هذا الدور ، على المدى القصير والطويل على حد سواء ، فقد يؤدي ذلك الى امكانية تعرّض مَن يهتمون بهم للخطر، أو يحد من قدرة الآخرين (على سبيل المثال ، قدرة الوالدين على العمل).

الإعاقة: يعتمد الأشخاص ذوو الإعاقة على رعاية الآخرين. إنهم معرضون للإصابة بالفيروس (لأنهم أقل قدرة على العزلة الذاتية) ولخطر فقدان العلاقات الرئيسية التي تسمح لهم بأداء الوظائف اليومية الأساسية. قد يكون الأشخاص الذين يعانون من ضعف الحركة أكثر عرضة للبيئة المحيطة بهم. على سبيل المثال ، قد يجد مستخدمو الكراسي المتحركة صعوبة في عدم لمس الأسطح ويضطرون باستمرار إلى لمس عجلات الكراسي لأغراض التنقل.

النازحون: يعيش عدد متزايد من النازحين في مستوطنات غير رسمية بدلاً من المخيمات. قد يكون هؤلاء السكان أقل ارتباطًا بهياكل الدعم المحلية وتشير الأدلة إلى أنهم يواجهون تحديات كبيرة في الوصول إلى الخدمات والمعلومات.

الآثار الجندرية: بدأ تحديد الآثار الجندرية وذات الصلة بالمستوطنات العشوائية. وتشمل هذه: إمكانية زيادة أعباء الرعاية للنساء والفتيات ؛ آثار غير متكافئة على إمكانيات الكسب للرجال والنساء (على سبيل المثال ، للعمال المهاجرين) ؛ ارتفاع نسبة العاملات الصحيات في سياقات عديدة يعرضهن لخطر التعرض المتزايد ؛ تحويل الموارد من برامج حماية النوع الاجتماعي. كانت هناك أيضًا تقارير عن زيادة معدلات العنف القائم على الجندر تحت الحجر الصحي (على سبيل المثال ، في كوريا الجنوبية والصين والمملكة المتحدة) ، والأنماط الناتجة من الفاشيات السابقة بما في ذلك الإيبولا. [27]

السلامة والأمن: في بعض الحالات ، تتسم المستوطنات العشوائية بمستويات عالية من العنف ، بما في ذلك انتشار الشبكات الإجرامية. يمكن أن تتفاقم التوترات الاجتماعية ، المرتبطة بالظروف الاجتماعية والاقتصادية المتوترة ، على مستوى الأسرة والمجتمع المحلي. يمكن أن يكون لكليهما تأثير كبير على الاستجابات المحتملة.

الصحة النفسية: قد يعاني الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الصحة العقلية من صدمات قصيرة وطويلة الأمد نتيجة للوباء و اجراءات مكافحته. وُجد أن الأشخاص الذين كانوا تحت الحجر الصحي تحدث لديهم تحديات الصحة العقلية على المدى الطويل.[28]

عمليات الإخلاء: غالباً ما يكون الإيجار غير آمن مع تهديدات بالإخلاء من الملاك ومن الدولة. تم استخدام الأزمات كفرص لطرد المستأجرين / السكان المعرضين للخطر أو غير المرغوب فيهم ، وهناك احتمال أن يحدث ذلك مع كوفيد 19 ما لم يتم الاتفاق على تدابير الحماية.


انهيار أو غياب الحماية الاجتماعية

الآثار التي تمس قدرة الناس على الحماية ستنتج أيضًا نقاط ضعف. على سبيل المثال ، تلعب المدارس دورًا في الحماية الاجتماعية ، إذا تم إغلاقها ، فقد يعاني الأطفال الذين يعتمدون عليها في وجبات الطعام من الجوع ويعانون من آثار غذائية ضارة ، وقد يزيد من إنفاق الأسرة. بعد عام من إغلاق المدرسة خلال وباء الإيبولا في غرب أفريقيا ، أفيد أن حمل المراهقات ارتفع على الرغم من عدم وجود بيانات واضحة حول ذلك. هناك مجموعات سكانية أخرى قد تكون بالفعل بدون حماية اجتماعية. حددت البحوث الجارية في سيراليون السكان المسنين المعزولين في المستوطنات غير الرسمية الذين ليس لديهم أطفال أو الذين يعانون من الهجر.

الوصم

كما هو الحال مع العديد من الأمراض المعدية ، قد يعاني الأشخاص أو المجموعات الذين أصيبوا بكوفيد 19 أو الذين أصبحوا مرتبطين بها من الوصم. يمكن أن تؤدي الرسائل حول "التباعد الاجتماعي" إلى تفاقم ذلك. غالبًا ما تتبع وصمة العار الأشكال الحالية للتهميش الاجتماعي ويمكن أن يكون لها آثار خطيرة (على سبيل المثال ، طلب ترك الإقامة ، وفقدان الوظائف) وعواقب طويلة المدى للاندماج والمشاركة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية. يمكن أن يحدث هذا داخل المستوطنات غير الرسمية ولكن أيضًا للمستوطنة ككل إذا أصبحت المنطقة والأشخاص داخلها مرتبطين بانتشار المرض.

الفعل على المستوى المحلي وكيفية دعمه

الدروس المستفادة من الأزمات الصحية والإنسانية [29] [30] في المسوطتنات اللارسمية الحضرية وغير الحضرية، [31] تؤكد على أن الإستجابة المحلية التي تعتبر التنوع والتعقد العمراني هي أساسية لفعالية التدخل ولتقليل الضرر. حالة الطوارئ والتفكير المنشغل بها قد يؤدي أحيانا إلى تجنب المداخل السفلية (النحو التصاعدي من الأسفل للأعلى)؛ لكن في نهاية المطاف سوف تعتمد عليها. في الحجر الصحي في ووهان بالصين، كانت المجموعات في الأحياء مشاركة في إجراءات إحكام الحركة [32]. كما أن المبادرات المجتمعية بوجه عام منتشرة حول العالم. الشراكات مع السلطات المحلية لدعم العمل المحلي أساسية. هذا الجزء يناقش مداخل العمل المحلي والبيانات المحلية والشراكات الممكنة وسُبُل الدعم.

التنظيم المحلي

التنظيم على المستوى المحلي في المستوطنات اللارسمية قد يشمل على مجموعات تعمل على: الخدمات الأساسية (مثل توفير وصيانة شبكة المياه والنظافة والصرف الصحي ودوريات التأمين والمراقبة المجتمعية)؛ الحماية الاجتماعية (مثل مجموعات الإنقاذ والنقابات التعليمية)؛ الدعم المعيشي (مثل الإتحادات والتحالفات المهنية خاصة في قطاع العمل اللارسمي)؛ الاحتياجات الروحانية (مثل المساجد والكنائس)؛ النواحي الاجتماعية (مثل النوادي والمراكز الرياضية والاجتماعية)؛ الصحة (مثل مجموعات الدعم المباشر، والعاملين في شبكات الصحة المجتمعية ولجان إدارتها)؛ الإعاشة في وقت الكوارث (مثل لجان ومجوعات إدارة الأزمات)؛ التوعية (مثل مجموعات حقوق النساء وحقوق الجنسانية)؛ وآخرون ممن يملأون فجوات لا تقوم الدولة بتوفيرها ويشاركون عادة في العملية الإنمائية. كما أن الكثير من المستوطنات بها قيادات وهياكل مجتمعية تقليدية تتداخل مع هذه المجموعات. من المهم أن تٌنظََم الإستجابات لمجابهة كوفيد-19 من خلال هذه المجموعات والقيادات التي تعرف محيطها جيدا ولها روابط مع السكان. هناك بالفعل مجموعات تعمل على التضامن والتمويل الجماعي بدأت في الاستجابة إلى كوفيد-19.

التكيف مع كوفيد-19

كثير من هذة المجموعات أنخرطت بالفعل سابقا في التنمية المجتمعية من خلال الإعاشة والإستجابة في وقت الكوارث وتفشي الأوبئة. لكن يجب التكيُّف مع متطلبات كوفيد-19 الخاصة. تفشي الإيبولا في غرب أفريقيا يعطي أمثلة على قوة التنظيم العمراني لمواجهة الإصابات والمخاطر الشديدة؛ حيث تم تشكيل فرق تدخل في الأحياء؛ وفُعِّلت اللوائح الداخلية لتحجيم الحركة؛ وقامت المجموعات المحلية بمتابعة الحالات في المنازل؛ وفي بعض الأحيان بتوفير الرعاية المنزلية. ولكن هذه الأمثلة ليست ملائمة للتعامل مع كوفيد-19 حيث أنها قد تساهم في إنتشار الوباء؛ حيث أنها غير آمنة بسبب التواصل المباشر مع مجموعات معرضة للخطر مثل كبار السن في المجتمع. ضرورة التباعد الاجتماعي تحتم تطويع السبل المُتبعة. هناك مثلا مجموعات نشطة على فيسبوك وواتس آب (حسب المنطقة أو الهوية أو موضوع بعينه) والتي يمكن أن تستخدم كقنوات للحشد المجتمعي. الراديو أيضا أداه مهمة للتواصل. هذه الوسائل يتم إستخدامها للتوعية وللدعم مثل حملة مطهرات الأيدي (#sanitizersforslums على تويتر) ومحطات غسيل الأيدي. الهدف الرئيسي هو التعامل مع المعلومات السيئة والشائعات التي تولد الإرتباك وإنعدام الثقة والهلع.

الاستراتيجيات المحلية للعزل والتباعد الاجتماعي

أثناء تفشي الإيبولا في غرب أفريقيا، أنتشر الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي لكن ضمن نطاق أضيق بكثير مما يتطلبه التعامل مع كوفيد-19. حينها كان الوضع معقد لوجيستيا للتأكد من أن المنازل التي تم حجرها يصل إليها إحتياجاتها من طعام وخدمات صحية وإحتياجات اجتماعية وأمنية حتى لا يضطرون إلى خرق الحجر الصحي. محاولات عزل مناطق بأكملها تسببت في العنف وفي نهاية المطاف تم هجر هذة المحاولات لعدم فعاليتها. بجانب هموم الإعاشة، كل منطقة لها خصائصها المادية التي تجعل الحركة السكانية - سواء داخليا أو خارجيا- أكثر أو أقل قابلية للتحكم (مثل عدد المداخل والمحددات الحاجزة وشبكة الطرق والكثافة السكانية) لذلك الفعل وإتخاذ القرار متروك للسكان المحليين. قد يصعب الخيار بين إتباع إستراتيجيات للإحكام التام أو لمجابهة الوباء بتخفيفه بقدر الإمكان. ورغم أنه من المتعارف عليه عالميا الآن هو فرض القيود من خارج النطاق المحلي لداخله، من المرجح أن تُقلِص هذه القيود الإجرائية سُبُل المعيشة في المستوطنات اللارسمية؛ مما قد ينتج عنه مقاومة إذا لم يتم إشراك المجتمع في تطويرها أو السماح لهم بتطويعها لتلائم سياقهم المحلي. هناك خيارات بناء على العمل المنبثق عالميا للإستجابة تجاه كوفيد-19 ومن سابق تجربة مع أوبئة أخرى ليشمل على:

  • لجنة أو وحدة تدخل محلية: تتشكل اللجان من القيادات المحلية وممثلين عن المجتمع لتحديد إستراتيجيات الرعاية المنزلية؛ والعزل الذاتي؛ وإحكام الحركة (داخليا ومن وإلى خارج المنطقة)؛ وإغلاق المساحات العامة التي قد تزيد خطر الإصابة؛ ودعم المجموعات المُعرَضة للإصابة والتواصل معهمن.
  • الدعم والتخطيط المساحي: تطوير إستراتيجيات للإرشاد بكيفية إجراء العزل المنزلي أو العزل الجماعي للمصابين عن المعرضين للإصابة (كل منهم في مكان مختلف). المجموعات المحلية يمكنها أن تطور نظام لافتات للإرشاد إلى المنازل التي تحتاج إلى العزل الذاتي أو تحتاج إلى دعم (مثل المساعدة على جمع وتوصيل المياه والطعام ...إلخ). قد يساعد هذا الدعم على تقليل التواصل الجسدي وضمان سبل المعيشة الأساسية للمعزولين. المصابين أو المجموعات المعرضة للإصابة يمكن أن يتم عزلهم في المرافق المتوفرة بعد أن يتم إعادة تهيئتها؛ لفصل عدد كبير من الناس بإعتبار متطلباتهم من الأمان والطعام.
  • التواصل: الإستخدام الجيد لتكنولوجيات التواصل (مثل الراديو والإعلام الاجتماعي) يمكنه أن يساعد على التباعد. يجب أن يتم التواصل مع المجتمع من خلال توفير فرص للنقاش مثل جلسات للإستفسار مع الخبراء. مطلوب أيضا بذل جهد خاص للوصول إلى المجموعات المعرضة أكثر للإصابة مثل كبار السن وذوي الإعاقة الذين قد ينعدم لديهم سبل الإتصال بالإنترنت. النشر (على التلفزيون والراديو والإعلام الاجتماعي والأعلام المطبوع والمنشورات) وقنوات الإتصال المختلفة للتعريف بكيفية المشاركة وطلب النصيحة أو المساعدة (سواء من المجموعات المحلية والحكومة المحلية ومؤسسات المجتمع المدني). يمكن أيضا إعتبار وجود نقاط محورية تمكن من التعرف على الحالات والإبلاغ عنها؛ وتوفير الدعم والحماية الاجتماعية والمعلومات العامة ...إلخ.
  • المعيشة والحماية: الإرشاد الخاص لمن هم لا يستطيعون التوقف عن العمل أو من يوفرون خدمات أساسية لبقية المدينة (مثل جامعي القمامة)؛ كما أنه يجب إمداد كل مجموعة منهم بالمعدات الخاصة لحمايتهم (وهنا تقع أهمية لتأثير دور النقابات والإتحادات سواء الرسمية أو اللارسمية). بالفعل قامت بعض المهن بإعادة توجيه العمل للإستجابة ومجابهة كوفيد-19 (مثل مصانع الملابس التي بدأت أن تخيط الأقنعة).
  • التكيف الرواحاني: إشراك القيادات الدينية في إيجاد بدائل للتجمعات الدينية وللحصول على الدعم الروحاني الآمن؛ للتأكد من أن الإحتياجات الدينية أيضا يتم رعايتها (على سبيل المثال ، عبر الراديو أو وسائل الإعلام الاجتماعي).
الإنهاك من فرط التفاعل

عندما يتعرض السكان لحالات طوارئ وأزمات وصدمات بصورة مستمرة قد يصيبهم الإنهاك؛ لإحتياجهم إعادة تنظيم أنفسهم والحفاظ على صمودهم بمرونة مجددا. كما أنه إذا لم يتم إشتباك جهات خارجية معهم بصورة ملائمة -سواء من الحكومة أو عاملين في مجالات العمل الإنساني - قد يصيبهم القلق؛ خاصة بسبب الوعود المنسية عن المكتسبات بعد أن تنتهي الكارثة. الإستجابة يجب أن تسمح بوجود حس واقعي للتحكم من قبل المجموعات المحلية - وإذا أمكن تزويدهم بالموارد- وإلا يتم تهديد العلاقات الحالية معهم وتحجيم حركتهم وتهميش هياكلهم الفاعلة. نواحي الدعم تشمل على:

  • الإمداد بالخدمات الأساسية: الحكومة المحلية والمرافق والشركات الخاصة يجب تشجيعها لزيادة حجم إمداد المستوطنات بالمياه والصرف الصحي الآمن. هذا بالفعل يحدث في بعض الأماكن مثل كيبَرا وكينيا ورواندا وفي فري تاون بتوفير محطات غسيل الأيدي.
  • الموارد المالية: الدعم المالي قد يكون مطلوب للمساعدة في دعم الشبكات اللارسمية ومن أجل التنظيم الذاتي للمجتمعات ونفاذهم للموارد والمعلومات أثناء التفشي. نظم التحويلات النقدية وإستخدام سبل مصارف مالية متحركة، يمكنه أن يوفر آليات آمنة للوصول سريعا للموارد.
  • الحماية الاجتماعية: التدخلات مطلوبة للتعامل مع سبل المعيشة اللارسمية ولحماية العمال ذوي دخل منخفض ليتمكنوا من الحفاظ على عملهم في أمان؛ ولتمويل الرعاية الشفائية عند الحاجة للمجموعات المعرضة للإصابة؛ ورعاية الأطفال؛ ولتوزيع الطعام.
  • معدات الحماية: توفير معدات للحماية مثل ألأقنعة والقفازات للمعرضين للمخاطر من العاملين مثل المتطوعين في مراكز الصحة المجتمعية ولجامعي القمامة.
  • التعامل مع الوفيات: الإعتبارات للتعامل مع حالات الوفاة مطلوبة بشدة سواء لمن توفى داخل المجتمع أو في المستشفى بعيدا عن أسرته. التعامل مع الجثث كان مصدر توتر رئيسي عندما تفشت الإيبولا في غرب أفريقيا، حيث لم تدفن الجثث طبقا للتقاليد المتعارف عليها مثل التعبير عن الحب والمودة والإحترام تجاة المتوفي . ولَّد هذا التعامل مقاومة من السكان المحليين وحفزهم على تجاهل الإبلاغ عن الحالات الجديدة. لذلك، يجب أن توضع الخطط مع المجتمع المحلي للإتفاق على كيفية إدارة التعامل مع حالات الوفاة عند إرتفاع أعدادها للتأكد من أنه يمكن: القيام بالدفن في المنطقة بأمان إذا توافرت مساحة لذلك؛ أو الحصول على الجثث من المجتمع لدفنها بأسلوب يحترم تقاليدهم وفي توقيت مناسب. في كلا من السيناريوهات، يجب إستشارة المجتمع المحلي لإقتراح طريقة للوداع والقيام بالشعائر الاجتماعية والروحانية (مع إعتبار عوامل للأمان مثل عدم اللمس). عدم إعتبار أسلوب التعامل مع الوفيات قد يزيد من شدة الصدمة الجمعيةالمجتمع.
  • التعرف على قابلية الإصابة: قابلية الجوح/الإصابة يمكنها أن تكون العامل الأساسي لإنهيار أطر الدعم بالكامل، حيث أن المعرضين للإصابة هم عادة من يتم إغفالهم. الإنتقال حاليا بطئ، فيجب إتخاذ خطوات الآن لفهم أي من شبكات الدعم الاجتماعي والمؤسسي متواجدة وكيف يمكن أن تقع تحت الإجهاد لإيجاد سبل لدعمها. أسلوب التدخل قد يختلف جذريا من سياق إلى آخر وقد تنعدم إمكانية تكراره عبر المستوطانات اللارسمية المختلفة. بالتعرف على المجموعات الرئيسية وممثلين لها، يمكن فهم كيف يمكن لكوفيد-19 إنهاكهم أو كيف يمكن أن يأكد على دورهم خلال الأزمة. هذا بدوره يمكن أن يدل على كيفية الإستثمار في الموارد الشحيحة لديهم. مع العلم، أن البروتوكولات المجهزة مسبقا للتعامل مع قابلية الإصابة قد تكون غير مجدية، حيث أن الصدمة يمكن أن تغير الأولويات ونقاط الضعف.

أنواع البيانات المطلوبة لتخطيط الاستجابة تجاه كوفيد-19 في المستوطنات اللارسمية

  • بيانات ديموغرافية أساسية عن أعداد السكان بالمنطقة (لتشمل على الكثافة السكانية وبيانات عن التزاحم في المنزل)؛ البيانات يٌفضل أن تكون مُغربَلة طبقا للسن والنوع الجندري وبها خصائص اجتماعية. هذه المعلومات مفيدة لفهم تأثير المرض وإنتشاره واستهداف سبل الاستجابة له وإعاشة السكان.
  • الحالة الصحية للسكان وخاصة إنتشار عوامل العُرضة -أو إمكانية العُرضة- لأمراض مزمنة مثل الأيدز والسل أو بيانات عن الحالة الغذائية. بالإضافة إلى معدلات انتشار الأمراض والوفيات للتحقق من الارتفاع غير المتوقع في أعداد المرضى والوفيات والقدرة على تخطيط التدخلات السريعة.
  • بيانات اقتصادية عن مصادر كسب الرزق والمعيشة (نوعها وبعدها عن المسكن) ومخططات الإدخار وسلاسل التوريد وتكلفة المعيشة والسلع والخدمات الأساسية (بما فيها المياه والصرف الصحي والمنظفات مثل مطهرات الأيدي والصابون ...إلخ).
  • الخدمات الصحية والاجتماعية لتشمل على بيانات عن مقدمي الخدمات (سواء جهات رسمية أو لارسمية) وعن المسافة للوصول لها وإستخدامها. للتمكن من تقييمها ومعرفة قدر سعتها. بالإضافة إلى بيانات عن الممارسات المتعلقة بالصحة وخدمات الرعاية والتعليم.
  • بيانات مساحية مثل الخرائط وبيانات النظم المعلومات الجغرافية عن المستوطنات ونقاط الجذب مثل المدارس ومخارج المياه والصرف الصحي والأسواق ومواقف المواصلات والمباني الدينية ...إلخ.
  • بيانات ومعرفة اجتماعية تحليل الشبكات الاجتماعية والأبعاد السلوكية والثقافية لتشمل على صلات الدم والقرابة والحركة وبيانات عن توافر الفراغات واستخداماتها والحالات الاجتماعية بأدوارها؛ وكيف لهذه العوامل أن تؤثر على إنتقال الوباء. بالإضافة إلى بيانات عن البنية التحتية الاجتماعية مثل: ما هي هياكل الدعم الاجتماعي المتواجدة؛ وما هي القنوات أو الأفراد التي تثق بها المجموعات المختلفة من السكان، وكيف تم التعامل مع المخاطر من قبل.
  • بيانات مولدة من الناس بفضل تغطية شبكات المحمول للمناطق العمرانية، بيانات الإعلام الإلكتروني والاجتماعي يمكنها أن تدعم الاستجابات المجتمعية. أدوات مثل فيسبوك وتويتر يمكنها إصطياد التنبيهات من المجتمع وتيسر الإستجابة في توقيت مناسب أثناء الطوارئ.
بيانات ومعرفة محلية

البيانات المحلية أساسية للاستجابة وخاصة إذا كانت هذه البيانات يمكن ترجمتها إلى معرفة تساعد على الإستجابة بإستراتيجيات مواكبة للوضع بوتيرة آنية. أغلب هذه البيانات عادة ما تكون غائبة عن مصادر البيانات الرسمية ولكن يوجد بدائل محلية للحصول عليها. الإدخار الشبكي والمجموعات المجتمعية مثل منظمة ساكني العشش الدولية (أس دي أي) قد جمعوا بياناتهم الاجتماعية الديموغرافية عن مستوطناتهم (مثل عدد السكان بالمنزل، من يعيش بها، الدخل، النفاذ للخدمات، البنية التحتية والفراغات ...إلخ). هذه الشبكات لها أفضلية كونها من السكان ولذلك عندها معرفة اجتماعية عميقة عن مجتمعها. الأدوات مفتوحة المصدر تتيح للمجتمعات إمكانية تبيين أنفسهم على الخريطة مدعومين بأساليب الجمع الجماهيري لرسم الخرائط. يتزايد حضور بعض الشبكات على الأنترنت (مثل راكبي الدراجات وسائقي توصيل الطلبات ...إلخ) من الذين لديهم معرفة محلية جيدة ويقومون بتوليد بيانات على الأجهزة المحمولة. المراصد الحضرية القومية والمحلية التابعة للمرصد العالمي الحضري - المدار من قبل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية - هو مصدر آخر للبيانات المنتجة محليا. المراصد الحضرية بها ممارسين متمكنين من التعامل مع البيانات الحضرية وعندهم معرفة عن كيف ومن أين يمكن إيراد بيانات حضرية؛ والتي ينبغي توظيفها لدعم التخطيط للاستجابة إلى كوفيد-19.

شراكات

من المهم أن يتم دعم وربط المجهودات المحلية ببعضها. مؤسسات مثل SDI والمراصد الحضرية تتبع أساليب يمكن إستخدامها لإشراك المجتمع المحلي والقيادات والسلطات في الدعم أثناء حالات الطوارئ. في بعض المناطق الحضرية والمدن، هذه العلاقات مؤسسة جيدا بالفعل؛ كما أن المجموعات المختلفة تتحاور بإنتظام مع سلطات المدينة. وبسبب وضع كوفيد-19 الحرج وصعوبة جمع وتحليل البيانات، فأكثر التدخلات فعالية هي الإشتباك مع هذه المجموعات. عدد من الشبكات الدولية متواجدة لتقوم بالتشبيك مع الحكومات والهيئات والمجموعات المحلية للمجتمع مثل مؤسسة المرأة في الاقتصاد اللارسمي؛ ومفوضية هايرو؛ والتعاونية الأسيوية لحقوق السكن والمنصة العالمية لحقوق المدينة، وبرنامج تطوير العشوائيات في 40 دولة التابع لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية؛ وتحالف شراكة العاملين في تشغيل المياه العالميين والذي بدأ بالفعل في تنظيم وتطوير الرسائل والحلول لدوائرهم (مثل جامعي القمامة وشركات المياه. الروابط لهذه الموارد مزودة بالأسفل.

الحكومة المحلية

النفاذ إلى الخدمات الأساسية وتنفيذ تدخلات متعلقة بالصحة العامة تعتمد على مدى إنخراط وقدرات السلطات المدينية والمحلية. هناك اختلافات في مدى النفاذ للموارد في المدن المختلفة؛ وإلى أي قدر القوة والسلطة موزعة بنسق لامركزي في المدن. لكن المحافظين والحكومة المحلية لهم دور كبير في تطوير الإستجابة طبقا للسياق الخاص بهم والتشبيك مع أصحاب المصلحة؛ بالبناء على خبراتهم والتعاون في قضايا التنمية المتعلقة بالمياه والصرف الصحي والتخطيط المديني.

التنسيق من أجل استجابات خاصة بالمناطق

أصحاب المصلحة المتعلقين بأمور الصحة وغيرها عادة لا يوجد تشبيك جيد بينهم، حيث أن التنسيق عادة ما يكون ضعيف بين سلطات الصحة وقطاعات إدارة الأراضي والحكومة المحلية والبيئة والمياه والصرف الصحي. وحدات الاستجابة للأوبئة (مثل مراكز عمليات الطوارئ ومراكز التحكم في الأمراض التي تم إنشاؤها في بلاد إفريقية أثناء تفشي الإيبولا) عندهم خبرة صلبة لمراقبة الأمراض وإدارة الحالات والتواصل عن المخاطر. هذه الوحدات والكيانات التنسيقية على المستوى القومي، في الأغلب سوف تقود الإستجابة في البلاد ذات الدخل المنخفض والمتوسط؛ لكن في الأغلب ليست متآلفة مع الحوكمة الحضرية وتعقدها. يجب تشبيكهم مع المحافظين والحكومة المحلية متآلفين مع السياقات العمرانية ولهم علاقات مع القيادات المجتمعية وخبرة في عمليات بها مشاركة مجتمعية والتي يقودها مجموعات مثل أس دي أي التي تم شرحها في النقطة السابقة.

اللامساواة والحوكمة المتنازع عليها والفعل التعاوني

المستوطنات اللارسمية عادة ما يسكنها الأفقر والأكثر عرضة للإصابة في المجتمع؛ لكن ضمن هذا الإطار هناك تنوع يتضمن تكتلات للثروة وتكتلات أعمق للتهميش. هذا يعني أن أنماط القابلية للإصابة تتنوع، فعندما توجد الثروة جنبا إلى جنب مع الفقر (داخل المستوطنة اللارسمية ذاتها أو مع بقية المدينة) إدراك الظلم يصبح ملموس وهذا قد يعيق العمل التعاوني لمحاربة الوباء. كيانات الحوكمة عادة ما يتم التنازع عليها. القيادات الطبيعية تتواجد بجانب (أو في تنافس مع) الإجرام والمليشيا أو المجموعات المختلفة. تدفق الموارد أثناء الأزمات يمكنه أن يفاقم هذه التوترات. هذا قد يعني أن المجموعات شبه الإجرامية سوف توفر الحماية والأمن أثناء الأزمات؛ بالفعل أثناء تفشي الإيبولا قامت العصابات المحلية بالتحكم في الحركة والتفتيشات داخل الأحياء؛ وهذا قد تم الإبلاغ عنه في سياق كوفيد-19.

التهميش المستمر تاريخيا

عندما يكون التحجيم والنقص في وجود معدات خدمة صحية هو الوضع القائم، الناس لا يعتادون على تناول صحتهم كأولوية. الإهتمام المباشر بأمراض بعينها أو بمستوى الصحة العام، قد يؤدي إلى الريبة. بالفعل في الهند، عبر نباشين المخلفات (الذين يأتون من قاع النظام الطبقي الهندي) بسخرية لأنهم تم إمدادهم بوسائل حماية الأن حيث أن صحة الآخرين أصبحت متعلقة بعملهم. بعض المدن فرضت إجراءات غير واقعية -خاصة بالصحة العامة وقواعد البناء والتجارة ...إلخ- والتي لا يمكن إتباعها في المستوطنات اللارسمية (وأجزاء أخرى من المدينة). بالممارسة، هذه القواعد عادة ما يتم إغفالها والتي تنتهي كأداة للقمع من قبل السلطات. إذا أصبحت إجراءات كوفيد-19 هي أيضا غير عملية وخارجة عن واقع الناس، سوف يخاطرون بتكرار هذا النسق في التجنب والرد عليه بالقمع.

موارد عمرانية مفيدة

للتواصل

مصادر

  1. Satterthwaite, D., Archer, D., Colenbrander, S., Dodman, D., Hardoy, J., Mitlin, D., & Patel, S. (2020). Building Resilience to Climate Change in Informal Settlements. One Earth, 2(2), 143-156.
  2. L. (2017). Learning from the Ebola Response in cities: Population movement. ALNAP Working Paper. ALNAP/ODI.
  3. [https://www.lshtm.ac.uk/research/centres/health-humanitarian-crises-centre/news/102976 Dahab, M., van Zandvoort, K., Flasche, S., Warsame, A., Spiegel, P.B., Waldman, R.J., & Checchi, F. (2020). COVID-19 control in low-income settings and displaced populations: what can realistically be done? Health in Humanitarian Crises Centre. .]
  4. Napier, A. D. (2014). The Rapid Assessment of Vulnerable Populations - a ‘barefoot’ manual. University College London
  5. Lloyd-Sherlock, P., Ebrahim, S., Geffen, L., & McKee, M (2020). Bearing the brunt of covid-19: older people in low and middle income countries. BMJ
  6. Beam Dowd, J., Rotondi, V., Andriano, L., Brazel, D.M., Block, P., Ding, X., Liu, Y., & Mills, M.C. (2020). Demographic science aids in understanding the spread and fatality rates of COVID-19. medRxiv.
  7. DESA (2017). Changing population age structures and sustainable development: A Concise Report. UN Department of Economic and Social Affairs Population Division.
  8. Ezeh, A. et al (2017). The history, geography and sociology of slums and the health problems of people who live in them The Lancet 389: 547–58
  9. World Health Organisation (2011). Global status report on non-communicable diseases 2010.
  10. Unpublished data, ongoing research in Sierra Leone ‘Shock Tactics: urban health futures in the wake of Ebola’, A. Wilkinson (PI)
  11. Checkley, W., Pollard, S.L., Siddharthan, T., Babu, G.R., Thakur, M., Miele, C.H., Van Schayck, O.C.P. (2016) Managing threats to respiratory health in urban slums. The Lancet, 4(11), 852-854.
  12. Tacoli, C. (2017). Food (in) security in rapidly urbanising, low-income contexts. International journal of environmental research and public health, 14(12), 1554.
  13. ASSAf (2020). ASSAf Statement on the Implications of Novel Coronavirus (SARS-CoV-2; COVID-19) in South Africa.
  14. Chen J, Chu S, Chungbaek Y, et al. Effect of modelling slum populations on influenza spread in Delhi. BMJ Open 2016;6:e011699. doi:10.1136/bmjopen-2016- 011699
  15. Tacoli, C., & Mabala, R. (2010). Exploring mobility and migration in the context of rural-urban linkages: why gender and generation matter. Environment and Urbanization, 22(2), 389-395.
  16. Campbell, L. (2017). Learning from the Ebola Response in cities: Population movement. ALNAP Working Paper. ALNAP/ODI
  17. Mitlin, D. & Walnycki. A. (2019) Informality as Experimentation: Water Utilities’ Strategies for Cost Recovery and their Consequences for Universal Access, The Journal of Development Studies
  18. Sverdlik, A. (2011). Ill-health and poverty: a literature review on health in informal settlements. Environment and Urbanization, 23(1), 123– 155
  19. Macarthy, J.M., Conteh, A., Sellu, S.A., Heinrich, L., 2018. ‘Health Impacts of the Living Conditions of People Residing in Informal Settlements in Freetown’. SLURC Publication
  20. Van der Heijden, J., Gray, N., Stringer, B., Rahman, A., Akhter, S., Kalon, S., Dada, M., & Biswas, A. (2019). ‘Working to stay healthy’, health-seeking behaviour in Bangladesh’s urban slums: a qualitative study. BMC Public Health, 19, 600.
  21. Denyer Willis, L., & Chandler, C. (2019). Quick fix for care, productivity, hygiene and inequality: reframing the entrenched problem of antibiotic overuse. BMJ Global Health, 4(4).
  22. Unpublished data, ongoing research in Sierra Leone ‘Shock Tactics: urban health futures in the wake of Ebola’, A. Wilkinson (PI)
  23. Gopichandran, V., Subramaniam, S., & Krishnamoorthy, V.H. (2020, March 15). Social distancing…..you must be kidding me. Storytellers.
  24. Campbell, L. (2017). Learning from the Ebola Response in cities: Population movement. ALNAP Working Paper. ALNAP/ODI.
  25. Adelekan, I.O. (2018). Urban Dynamics and Everyday Hazards and Disaster Risks in Ibadan, Nigeria. Urban Africa Risk Knowledge Working Paper. Urban ARK.
  26. Asia-Pacific Gender in Humanitarian Action Working Group (2020). The COVID-19 Outbreak and Gender: Key Advocacy Points from Asia and the Pacific
  27. Brooks, S.K., Webster, R.K., Smith, L.E., Woodland, L., Wessely, S., Greenberg, N., & Rubin, G.J. (2020). The psychological impact of quarantine and how to reduce it: rapid review of the evidence. The Lancet, 395(10227), 912-920
  28. Satterthwaite, D. (2017). The possibilities and limitations of community-based disaster risk reduction and climate change adaptation; findings across the city studies. Urban ARK Briefing No. 8. Urban ARK.
  29. Macarthy, J.M., Frediani, A.A., Kamara, S.F., & Morgado, M. (2017) Exploring the role of empowerment in urban humanitarian responses in Freetown. IIED Working Paper. IIED.
  30. [Richards, P. (2016). Ebola: how a people's science helped end an epidemic. Zed Books Ltd.]
  31. Kuo, L. (2020, February 1). Paranoia and frustration as China places itself under house arrest. The Guardian.